قصص تليجرام

بيت الجدة الحلقة الرابعة (عودة الموتى)

بيت الجدة الحلقة الرابعة (عودة الموتى)
بيت الجدة الحلقة الرابعة (عودة الموتى)
 
بعد مانتهت الام والجدة من تحضير الغدا وجه خالاتى الاتنين واولادهم للاجتماع العائلى يوم الجمعة وبالنسبالى هى فسحة الطفولة واللعب مع عيال خالاتى .. كان لازم كل جمعة نلعب ونضحك ونتكلم والكبار كانو كعادتهم بيتسهرو وبيحكو حكايات قديمة وجديدة عنهم وعن جدودهم وحالتهم المعيشيه والجدة كالعادة بردوا كانت هى حجر الزاوية فى القاعده وهى المركز الى الكل بيتوجهله فكانت هى الى بتعمل الشاى ولازم بردوا تحكي عن طفولتها وتجاربها فى الحياة كالعادة قصص عن الزوجية وساعات عن طرائف مرت بيها او حتى عن سمعت عنها.

ولكن الى كان بيجذبننى هو سمع قصصها عن العالم الاخر الخفى والكائنات الى بتعيش فى فكنت لازم اول محس بهدوء وشبه صمت فاوضة التلفزيون اعرف ان جدتى خلاص بتمهد للحكى عن العالم ده وكنت بسيب اى شيئ بعمله او اى حكى بحكيه عشان اجرى واسمع القصة دى ولكن عشان امى متحسش انى بحب اسمع القصص دى كنت بعمل نفسى دايما داخل الحمام او داخل انام او اى حجه نخليني ادخل واسمع القصص دى.

وفى اليوم ده بعد الغدا جدتى سكتت شوية وهى بتحضر الشاى وفضلت تبص حواليها كانها بتتأمل البيت وخالاتى وامى قاعدين مستنين يسمعو هى هتقول ايه ومحدش كأن عندهه الجراءة ولا موضوع مهم كفايا عشان يقولو ويينهى على الصمت
وفجاءه لقيتها بتقول منساش يولاد ايام مجاانا فى بيت ابويا خبر وفاة عمتى لولا كنا بردوا قرب المغرب كده ولسه مخلصه شغلى ومغدياكم انتى واخواتك دول وباصه لامى وموجهه الكلام لامي وكان الجو قرب شتا وعشان كده سبحتكم قبل المغرب ويجيني واحده شغاله وانا يدوب بسرحلكم وتقولى يا  حجه الحقى بيقولو مرات عمك ضربتها عربية على الكوبري الى فاول البلد قولتلها وايدي خبطت على صدرى من الفزعه.

ردت عليا وقاللتلى كانت رايحه تزور اخواتها وهى رايحه لسعد اخوها فى اليامه التانيه عشان تزوره وتحننه على اخوه الصغير عشان يتصالحو مانتى انهم متخانقين بسبب الميراث من زمان وهى يعيني ماشيه فى حالها جت عربية لورى كبيرة وخبطتها فى جنبها فى سرسور ودنها ورمتها على الارض فقولتلها يبنتى واننتو عرفو الحكاية دى منين فقالت مهو يحجه هى اتخبطت عن بيت اخوتك حليمة وهى الى شافتها وعرفتها هى كانت بتنشر غسيل على السطح وشافت ناس بتقول لا اله الا الله وملموين حوالين واحده مرميه على الارض ولابسه ملاس وباين عليها من الاعيان فاتفاجئت وحست انها شافت حد تعرفه.

نزلت لجوزها محمد وقالتله يا محمد فى واحده بره واقعه على الارض بتنزف ومخبوطه من عربية وانا حاسه انى شوفت الست دى قبل كده راحو هما الاتنين جرى على مكان الحادثه وهما بيتهم قرب الكبرى  فراحت وبدائت تعرى وشها وتتاكد ولقتها فعلا هى مرات عمها  الحجه لولا وراحت قالت لجوزها الحج محمد هات العربية قوام يبو عادل ناخدها نوديها البيت بسرعه – عادة الناس فى الفترة دى انهم يودو المصابين فى الحوادث للبيوت ويجيبولهم حكما او اطباء فى البيت لقلة المستشفيات – وفعلا جاب الحج محمد العربية بسرعه وشالوها وفاعلى الخير ساعدوهم يدخلوها .

واما جابوها كان الصوات حريقه هنا وانا كنت بشتغل فى البيت لقيت الحجه الكبيرة بتقولى روحى قولى لسعاد بسرعه وهى بتصوت وبشتلشل بس يبنتى اول مالشغالة قالتلى كده روحت جرى على بيت ابويا وعشان اعرف من امى ايه الحكاية وكنت فاكرة ان عمتى لولا لسه فيها الروح ومماتتش ولكن اتفزعت وانا داخله البيت ولقيت كلهم لابسين اسود وكلهم بيصرخو ويصوتو وحتى الشغالين باين على ملامحهم الحزن ولقيتهم بيقولو مش هنعرف ندفنها بليل فى الضلمه لازم الصبح عشان يجي دكتور الصحة يعملنا تصريح الدفن وكانت ليلة ما يعلم بيها الا المولى.

فبعد كده جه خواتها جايين وعايزين يسبحوها ويغيرولها الهدوم عشان ككل هدومها كانت متغرقه دم لانها نزفت كل دمها
وانا دخلت معاهم يبنتى اخدم واساعد معاهم لانى كنت بحب عمه لولا جدا عشان هى الى مربيانا وهى الى علمتنا الطبيخ وشغل البيت كله عرفناه منها الله يرحمها وكنا بناخود الهدوم والملايات وكل حاجه استخدمانها فى السبوح والتنضيف فى البدروم الى تحت الفيلا
المهم جه تانى يوم بعد الفجرية على الساعه 8 الصبح حكيم الصحة وطلعلها تصريح الدفن واتدفنت وكملنا العزاء عادى ومفيش اى حاجه يبنتى.

وبعد كده اخر النهار جيتلكم يولادى اشوفكم واغديكم واشوف ابوكم واشوف حالى يعنى وبكره اروحلهم تانى لحد مالسبوع يخلص
فرجعت لقيتهم قاعدين مع مرات عمكم مغدياكم ومسبحاكم والحمدلله كنتو ساكتين وابوكم كمان مكنش تعبان ولا حاجه
ومرات عمكم عزتنى وغدتنى وعملتلى شاى وبعد كده قعدت احكيلها وانا بعيط بهيستيريا وبذهول ومش مصدقه الى حصل لسه
وقالتلى انتى باين عليكي خوفتى واتهزيتي مالك انتى بالسبوح والشيل والحيط فى الميتين اديكي اهو مرعوبه وخايفه ومش مصدقه
خشى استحملى وصلي ركعتين واقري قرأن عشان تعرفى تنامى عملت زى مقالتلى بس بردوا جاتلى كوابيس ومشاهد اعوذ بالله منها يبنتى وفضلت افتكر الى حصل كل شوية ويجيلي فبالى زى فيلم عن الحادث مش عايز يروح من عنيا .

بعد كده راحت ايام وجت ايام على ايام وبقيت بحاول انسى كل الكلام الى حصل ده  فبقيت بليل لما ابوكي كان بياخر فى الشغل وانتو نايمين فى اوضتكم وانا نايمة فى الاوضه الى على البرانده ومعايا اخوكم الصغير ايمن وخداه فى حضنى ونايمه 
كنت بسمع صوت خطوات ماشيه على البرانده جذمه بكعب وبتدبدب ورايحه جايه واسمع صوت جرس بيرن ويعلق ويسكت بعدها بشوية ويرجع تانى بيرن ولما كنت بقول لابوكم كان بيقولى يا شيخه تلاقى الجرس بايظ وبيعلق طب والرجلين الى رايحه وجايه على البلكونه يقولى يا شيخه تلاقيه كلب ولا قطه وانتى فاكراه حد اقولو وهو فى كلاب بتلبس جذم بكعب كان يضحك ويقولى كلام على الموضه كان عايز يهديني وميخوفنيش فكنت بسكت.

وفى مره تانيه كنت واخده الواد فى حضنى وابوكم بردوا كان فى الشغل ومأخر وانتى عارفيني مبعرفش اانام على طول الا لما يجي ابوكم واطمئن وانا نايمه فكنت فارده جسمى على السرير وبرضع ايمن لقيت حاجه تقيله ورا ضهرى وانا خوفت حتى انى ابص ورايا وبعدين قعدت استغفر واتشاهد عشان اطرد من قلبى الخوف وابص ورايا واحده واحده لقيت واحده نفس منظر عمتى لولا بظبط وبنفس لابسها يوم الحادثه الضفاير هما هما ولابسه الملس والجذمه والشراب وكله بصيت اول مشوفت المنظر خوفت واترعبت وفضلت اصرخ عمتى لولا عمتى لولا لقيتها اختفت من قدامى خدت بعضى وخدت ايمن وجريت على اوضتكم وولعت النور ونمت فوسطيكم بس مش نايمه وخايفه وعماله اترعش وعماله احاول اصحى فيكم عشان تونسوني بس انتو كنتو نمتو 
وبعديها لقيت جرس الشقة بيرن قولت استر يارب وخوفت اكتر.

بس لما لقيت صوت ابوكم وهو عمال يكح وينده اتطمئنت ان هو وقومت افتح فتحتلو ولقانى عماله اعيط واترعش فقالى مالك فيكي ايه وايه الى حصل حكيتله على الى شوفته فضحك وقال اصل الرجل بتدب مطرح متحب فرديت وانا مستغربه يعنى ايه يعنى هى صحيح وجيالى هنا
فرد وقالى يا شيخه وهى ايه الى هيجيبه هنا هتسيب التراب وتيجي هنا
وبعدين مالاولى تروح لبيتها وعيالها تيجي لينا احنا ليه 
فحسيت فكلامه شيئ من الطمانينه وان كلامه معقول 
فروحت وانا مرتاحه شوية من كلامه وحضرتله العشا وعملت الشاى
ودخلت نمت على سريري انا وايمن وابوكم نام هو واخوكم حسن على سرير التانى
فليلتها لا سمعت مشى ولا جرس ولا حاجه وكأن شيئ لم يكن
فاتطمئنت وقولت انه فعلا ممكن يكون بيتهألى عشان انا كنت فعلا زعلانه على عمتى وكمان عشان كنت قاعده  لوحدى 
فالمهم يوم والتانى وروحت بيت ابويا زى كل اسبوع
وبحكى لامى على الى حصل ومطمئنه من كلام ابوكم انه فعلا لو كانت هتطلع كانت هتطلعلهم هما كمان 
فلقيت حنتكم بتقولى وهى مندهشه وهى جاتلك انتى كمان
فقولتلها يعنى ايه ياما.

قالتلى دى مجلجلة الدنيا هنا ده احنا بقالنا اسبوع يبنتى بنشوف الويل
ده انا كنت قاعده على العشا بعمل رز بلبن عشان اخواتك يتعشو بيه وواقفه وفاتحه شباك المطبخ عشان الجو كان حر 
فلقيت لولا واقفه بطول الشباك بنفس منظرها ونفس رابطة الرأس والضفيرتين الى كانت عملااهم والقميص الملاس
وبتقولى ازيك يا وجيده 
بس بتتكلم من غير متفتح بوقها بتتكلم وبوقها مقفول وانا باصالها ومش شايفه شفايفها بتتحرك الا الصوت بس الى سمعاه
وشكلها قدامى زى الصورة لا عنين بتتحرك ولا شفايف 
ومن الخوف وقفت ساكته ومذهوله لا صوت ولا عملت حاجه
خوفت لابوكي واخواتك يقولو عليا مجنونة ولا كبرت وبتخرف 
دخلت اجرى على جوا.

فرديت عليها قولتلها يالهوى ياما وبعدين امال عمى وعياله عايشين اذاى 
قالتلى اسكتى يبنتى دى مبهدالاهم اخر بهدله 
يعيني بنتينها الصغيرين حبيبه ونورا كانو يعيني بينامو بليل فى اوضتهم ويصحو يعيطو ويصوتو وامنا كانت معانا دلوقتى وعماله تصيحنا وتنادي يا حبيبة يا نوره يا حبيبة يا نوره
فكان عمك يعيني من خوفه عليهم قال لا متناموش لوحديكم تعالو اقعدو فى اوضتى ونامو معايا وويولعلهم النور ويقرالهم قرأن لحد مينامو والصبيان كانو بينامو فاوضه لوحديهم 
ده ابن عمك يحيي كان راجع بليل على بعد العشا بشوية بعد مذاكر فبيت صحبه وجاى فى امان الله وداخل من باب الجنينه
بص على الشجرة لقى واحده قعداله فوق الشجرة ومدلدله رجليها ونفس المنظر يبنتى
قميص ملس وضفيرتين والجذمه ام كعب فوقيها شراب.

راح الواد من خوفه جرى لحد موقع واتكفى على وشه لحد الصبح لا دريان بحاله ولا بالى جراله
صحينا ولقيت ابوكي بيزعق وبيقوله يا واد انطق مالك وايه الى خلااك تنام هنا
وهو ساكت وواقف زى الصنم لا بيصد و لا بيرد
قاله خلاص يبقى تستحمل تمن سكوتك مفيش مذاكرة بره ومفيش قعاد لبعد 8 بليل 
فسمع الواد الكلام وسكت ومرداش بردوا ينطقولا يقول حاجه لحد
وفين وفين يبنتى لما حكى لاخوكى فؤاد وهما بيذاكرو سوا على كل حاجه وقعد يعيط..

يتبع..
 

قصص تليجرام