قصص تليجرام

بيت الجدة الحلقة الثامنة عشر (مكنة الطحين)

بيت الجدة الحلقة الثامنة عشر (مكنة الطحين)
بيت الجدة الحلقة الثامنة عشر (مكنة الطحين)

البنت تسئل الام  يعنى هل اى حد يقدر يكلم العفاريت ويكون ليه صلة بيهم ؟.
فقالت الجدة يبنتى لا كل مكان ولا كل زمان ومش كل انسان يقدر فى اماكن معينه هى الى بيكون فيها الجن واوقات معينه زي الاشهر القمريه  ومش كل الناس القدرة على انها تحدثهم يبنتى
عندك مثلا زى مكنة الطحين الى فى الدرب القبلي مفيش حد كان بيعدي من نواحيها الا يحس ان قلبه بينقبض وانه دخل مكان كانه ممنوع للبشر السكن والحياة او حتى المشى فى ممنوع
واغلب الناس المكشوف عنهم الحجاب كانو بيحكو عن الى  بيشوفو بعينيهم
فالبنت قلبها ينقبض وتقول لامها ليه يامه ايه الى حصل
زمان يا بنتى كانو بيقولو اى عيل يتوه او يضيع كانو بيقولو بتوع المكنه خطفوه عشان يحطوه فى السيير بتاع المكنه عشان المكنه تشتغل لانها مبتشتغلش الا لما تتظفر بالدم .

وكان كل يوم والتانى نسمع ان  فى عيل ضايع ولا وتايه وطلعت زي اشاعة كده ان العمال بتوع الطاحونه بيخطفو العيال عشان يظفرو بدمهم السيير وعشان المكنه تشتغل وفعلا لما الموضوع بداء ينتشر الاهالى بلغو الحكومة
واتقفلت الطاحونه خالص واتشمعت ووقفو عليها غفير وبعديها انتهت حكايات الخطف والعيال الى بتوه وكأن شيئ لم يكن
وكان الغفير الى واقف عليها يعيني كل يوم ياخود اكله وشربه ويدخل يبات فيها وكان بيسمع طول الليل صريخ وصويت لعيال صغيرين وكان يلاقى تروس المكنه شغاله وبتتحرك لوحديها وهي مفيهاش جنس مخلوق
وكان الراجل عشان ميقطعش باكل عيشه كان بيجمد اكله ويقول اهو يعني عفاريت عفاريت المهم انهم ميشولنيش من هنا عشان الاقى اكل ونومتى واهو الفجر ازف وكل واحد هيروح لحاله
وفي يوم استسلم للنوم ونام وسط الاصوات دي كلها ولما فاق براحه بص لقى حواليه كمية اطفال زي الاقزام متحلقين حواليه وعاملين دايره وكان كلهم فنفس العمر تقريبا والى كان باين على ملامحهم انها مخلوطه بدقيق او مرشوش عليهم دقيق ولكن الدقيق مكلعكع على وشوشهم ومصبوغ بالدم ولونه محمر  ومزنهر.

والعيال دول رايحين جايين حواليه فكل حته يمينه وشمال ومبيتكلموش الا واحد فيهم الى بيتكلم وقال للراجل احنا مش هناذيك لان مش انت سبب وجودنا هنا ولكن متجيش هنا تانى المكان ده مش مبقاش ملك حد
الراجل يعيني مصدق النهار طلع وطلع يجرى على اول قطر للصعيد
وكان كل الى يعدي من جنب المكنه دي حتى لو فعز النهار كان لازم يتشنكل على وشه ويقع ويسمع صوت عيال بتضحك
وبليل كانو بيسمعو صوت تروس بتتحرك وبتفرم وصوت صريخ بيتعالي
ومن ساعتها الناس هجرتها وهجرت حتى الطريق الى بيوصلها واتحولت المكنه لمكان للعالم الاخر وبوابة ليه
فترد البنت على امها الجدة يعنى هى مسكونة زى المدرسه الي فبحرى
فترد الجده لا يبنتى المدرسة دي مسكونه من جنيه والناس كلها استجارت منها ومن فعالها وربنا وحده الى يعلم ليه سكنت المدرسة وتبص الجدة للارض وتصمت.

يتبع..


قصص تليجرام