قصص تليجرام

بيت الجدة الحلقة السابعة عشر (النداهه)

بيت الجدة الحلقة السابعة عشر (النداهه)
بيت الجدة الحلقة السابعة عشر (النداهه)

بعد مالجدة سمعت حكايات بناتها وقعدت تضحك على العفاريت النص كم بتاعتهم وتقولهم عفاريت اليومين دول بيخافو من الناس مش الناس الى بتخاف منهم عفاريت زمان كنت تسمع  بس اسمهم كنتى تموتى من الرعب فتسئلها بنتها وهو ياما ايه حارس الجبانه ده ؟.

فترد الجدة وتقولها والله يبنتى ساعت موتت جدك عبد الرحيم  احنا حزنا عليه جامد عشان كان حنين جدا وحنتك وججيده كانت شاده عليه المحازن وكان ممنوع حد يضحك او يتكلم بهزار ووكان لزاما علينا كل يوم تجيب سيرته ونعيط عليه والا يبقي مش محافظين على عهد ابونا 

المهم كان كل خميس تطلع عليه طلعه فى الجبانه وتاخودله 4 5 شغالين وكل واحده فيهم شايله سبت فوق راسها  وفي مالذ وطاب اشي قراس واشي فاكهة بتاعت الموسم واشي خيار واشي بلح بريمو والمهم كانت بتمشي هى واسطول الشغالين قدام 

وهى ماشيه زى شجرة الدر واحنا ماشيين وراها احنا الاربعه انا واخواتى وراها

ولحد منوصل للجبانه ونيجي عند تربة ابويا ونقعد والشغالين يبدتو يفرقو الطلعه على المقرائين وعلى الى بيسقو الزرع مايه وعلى  كل خدام القبور الغلابه وتفضل تكلم التربه وتشتكيله وتقول من بعد مفوتنا يا عبد الرحيم واحنا ولااايه وحزانى وبناتك مقهورين عليك وحبة اشعار وبكاء على الاطلال واحنا واحنا وراها لازم نبكى ويتلمو علينا الستات الى اهاليهم اموات قدامى 

ويعزونا عشان احنا ميتنا جديد ويتعرفو على امى ويهدو من نحيبها 

ففي واحده منهم جت تعزينا وكانت قريبتنا من بعيد كانت اسمها الحجه عائشه وقالتلها متعمليش كده يوجيده لا يحصلك زى الى حصلي

انا جوزى مات صغير وفاتلى عيال صغيرين وكنت محروقه عليه على الاخر وكنت بجيله يوماتى واقغد على التربه واحضن الرخامه واشتكيله وفمره كان يوم حد ومكنش فى ناس كتير غير خدام المقابر الى بيسقو القبور وكانو يتعدو على الايد الواحده

فقالولى يا ست بلاش تزورى انهارده وخليها الخميس عشان متقفيش لوحدك ويبقى فى ناس مونسينك

فقولتلهم انا هقعد شوية وهمشى يدوب اشتككيله همي 

وكان وقتها عصاري بعد صلاة العصر بشوية

وقعدت اعيط واندب واعيد وازيد فالندب لحد متلاقيتني الوقت سرقنى وبقيت فى غروب المغرب بصيت لقيت واحد جاى من بعيد من اخر المقابر ولونه اسمر وطول بعرض وعريان وجسمه بيلمع وماسك فايده كرباج طويل وجاى يجري عليا من اخر الجبانه فانا خوفت وقولت مين ياختى الى جاى عليا ومنظره عفش ده ووحش واسود وطويل وملهوش ملامح الا عينيه الى باينه وحمره وبتبك دم وماسك الكرباج فى ايده وبيقولى امشى حرمه من هنا لغته كانت عامله زى البربر السودانين

فقولتله ياخويا انا جايه لجوزى وابو عيالى والى مدفون هنا قدامك فقالى وانا بقولك امشي ومتجيش تانى 

فحاولت اقعد ولقيته راح رافع الكرباج وكان هيضربنى بيه

انا صوتت وطلعت اجرى وهو يجرى ورايا وسامعه صوت الكرباج بيضرب فى الارض

ومجاش فيا وعماله اصوت واجرى على هدومي

وبعد مطلعت من الجبانه ببص ورايا ملقيتش حاجه فيا وكان يدوب الاذان بياذن بالمغرب والصوت كان جاى من الجامع الشرقي 

فقولت الحمدلله انى طلعت قبل المغرب وقعدت اهطرس بالكلام ولما روحت وحكيتلهم قالولى يا حزينه ده حارس اللجبانه  

فقولتلهم وهو الميتين عايزين الىي يحرسهم

فقالولى يبنتى مهو اصل دي ارواح وفى ناس بتزعجهم من اهل الدجل والشعوذه بيروحو ينبشو فى القبور وياخدو من جسمهم صبااع ولا سنه لميت ويعملو عليها سحرهم واعمالهم

ده فى واحده مفتريه راحت لترابي وخلته يجيبلها صباع ميت وخدته لساحر وعملها عمل عليهم لسلفتها بصابع وتراب من المقابر

وسسلفتها دى اتحولت حياتها كلها لنكد فى نكد 

وجوزها مبقاش طايق يشوفها

وهي مش عارفه ايه السبب

ولما سئلت قالولها حبايبها امسحي بيتك بمياه وملح وبخريه

وهما بيمسحو لقيو سره قماش محطوطه جواه المكتبه ومتخيطه عليها لقيتها البت الشغالة وهي بتشيل السرير عشان يمسحو تحتيه 

فراخو خدو المرتبه وودها لشيخ الجامع وقالولو ايه دي يعم الشيخ 

فقالهم دى ويلعوذ بالله عمل معمول على صباع وشعر ميت وتراب من المقابر وده عمل كبير يبنتى  للتفريق بين الراجل ومراته

دي لقيتوها فين دى يبنتى

فقالتله فبيتي واعمل ايه دلوقتى يا حج عشان ابطل مفعوله

فقالها انا هقرا قرأن على مايه ولما ارش المايه على العمل هيتحرق ومفعوله هيبطل وفعلا عمل كده

وفضل يقولها السحر ده معروف يبنتى وياما فى ناس تهى اذية الخلق وتحب تمشي فطريق الشر.

البنت بتسئل امها بعد ماا انهت قصة الحنه وجيده

وعلى كده بقا يامه هى حنتى وجيده بطلت تروح تانى الجبانه ولا لا

فقالتلهم والنبى ياختى مبطلت هى بس بقت تروح فالاعياد والمناسبات وفى عادتهم انهم يتسابقو فىا لاعياد على مين الى تروح الجبانه بدرى اكتر ومره كان فعيد صغير حضرت طلعه للميت من بليل وقالت انا هروح السنة دى من على الفجر وخدتت اخويا سعيد وراحت على الجبانه وقبل الجبانه بحوالى 100 متر لقيت واحده ماسكه بنت فى ايديها وشايله سبت فى ايديها كانها طالعه طلعه هى كمان وكانت مكحله عينيها زي الفراعنه وكانت طويله وعينيها واسعه

وبتنده على حنتك بتقولها يالا يا وجيده اتاخرنا يا وجيده وامى افتكرتها واحده من خالاتى 

فقالتلها انا جايه اهو والست دى كانت سابقه امى وتفضل  تندهلها يالا يا وجيده تعالى احنا كده اتاخرنا يالا 

وكل ده قبل مالنهار يشقشق وتوضح ملامح السما 

وجت الست دي على اول باب الجبانه ووقفت واستنت حنتكم وجيده تقرب وسبحان الله يعيال فى واح غفير من الملازمين الى بيقفلو فى الجبل وبيحرسو المداخل

فراح يجرى ورا امى وقالها انتى رايحه فين يا ست انتى وانتى مين فحنتكم قالتله انا داخله الجبانه والنهار اهو قرب يطلع وانا مش داخله لوحدي فى واحده هناك اهى قدام سابقانى 

فيرد الحارس يا ست مفيش حد هناك ولا حاجه ده لسه الفجر ماذنش وفاضل عليه يجي ساعة 


فتقولو امال مين الى دخلت قدامى دى هو انا عاميه ده الدنيا قمره وانا شايفاها كويس وبالامارة كانت ماسكه فى ايديها بنت 

فقال الحارس يا حفيظ يا ست دي النداهة يكفينا ويكفيكي شرها ودايما بتطلع فى الليالى القمريه وياما جابت ناس وياما ضيعت وتوهت ناس

فمن الخوف فضلت اعيط واقول طب اروح بيتي تانى ولا اعمل ايه وجوزي الى جواه ده هزوره ولا لا 

فالحارس حاول يطمئنها وقالها انا قاعد هنا بحرس المنطقه وهفضل مرابط جنبك لحد ميجو الناس من العمار 

فخوفت وقولت لا انا اروح احسن ميطلع هو جوز النداهة 

فالحارس قالها بنبرة مليانه تحذير وقلق يا ست متمشيش لوحدك تانى لحسن تقابلك تانى وتجيلك تانى والمره دي يعالم هتجيلك فى صورة ايه 

وفغلا حطت السبت على الارض وابنها خدته فحضنها ونيمته على حجرها وقعدت مستنيه الشمس تحن عليها وتشرق

والناس تصحي من ثباتها وتيجي

فمن كتر الملل والحيرة ولانها بتروح وتيجي على المقابر وعمرها مشافت الحارس ده قالتله بنبرة فضول واستغراب هو انت مين واسمك ايه 

انت ابن عم عامر حارس الجبلايه ؟.

فقالها انا اسمى عبد الله عثمان وبشتغل هنا من يجي سنة وعموما يا ست انا هروح ارابط فى الكشك الى هناك ده وهتبقى فضهري

فمن استعطافها ليه ولموقفه عرضت عليه قرستين باللبن من الطلعه

فراح ضحك عبد الله وقالها انا مباكلش فضلة حد واداها ضهره ومشى فطريقه للكشك الخشبى 

وبعد شوية سمعت صوت الماذن على التل الشرقي بياذن بالفجر والناس بتخرج من بيوتها زى الموتى من القبور يوم القيامة وهى واقفه فى بوابة الصحراء وعلى اعتاب مساكن الموتي

وحتى الستات جم عشان يؤدو طقوسهم وعاداتهم الطبيعية وكل من ليها حبيب تزورو وفين لما اتطمئنت وصحت ابنها وحست ان عهد الخوف والشكوك والظلام انتهي

وبصت ناحية الكشك ملقيتش في اى اثار لاى مخلوق وكأن ساكنيه وجالسيه من الجن وفقط

والمهم انها محبتش تزود من هواجسها وقالت فسرها يمكن يكون اتنقل لمكان تانى او راح يدور على حدود القبور

ولما دخلت  الجبانه بقت تدور على الست وبنتها الى شافتهم فى ظلمة الليل  عشان تصدق ان مفيش حد كده وان كلام الحارس كان صح وانها التقت وسمعت النداهة وبس وفعلا ملقيتهاش 

ولما يئست راحت على قبر جوزها وفرقت الطلعه  على روحه على المقرئين وعلى خدام القبور وحتى الكلاب الضاله نابهم من الطلعه جانب كل شيئ هنا بيلاقيله مكان حتى الاموات 

وعانت فى شالها قرستين قالت دول لعبد الله الله يجازيه الخير نجانى من النداهة انا وابنى يعالم كانو هيلاقونى ويلاقو قبر يدفنونى فى لو خادتني ولا كنت هبقى فص ملح وداب 

وفعلا اول مخرجت من الجبانه وكانت الشمس حمت والشمس واضحه فى عز النهار وضوئها مشعشع وكانت ساعة ضهريه والكل في مروح 

ولما وصلت للبوابة بعد  معانا ومسح عرق ومحايله على ابنها انه يمشى من غير ميتلكع او يشتكى من التعب 

واذاى تعرف طفل بواجباته تجاه ابوه المرحوم  وهو لسه بيبدا حياته ومفهمش حتى يعنى ايه حياة فمبالك بالموت

ولما شافت على البوابة وناحية الكشك اتنين من الحراس قالت اسيب معاهم اامانة نصييب عبد الله الحارس ولعلها تكون مكأفاة صغيرة تليق بمقامه

ولما قالتلهم وهى سعيدة بان اليوم انتهى وان اخر واجب عليها بتنفذه عشان ترضى روح المرحوم وترضى ضميرها 

يا اهل الله هو فين الحارس الى اسمه عبد الله الى كان هنا ساعة الصبحيه 

فرد الحراس وهما ماسكين كاسات الشاى ومنذهلين وبيقولولها عبد الله مين يا ست انا منصف وده ابراهيم واحنا بس الى شغالين هنا فى المنطقة ومفيش حد  فى الجبل كله اسمه عبد الله

فاصرت على كلامها وقالتلهم عبد الله الى كان موجود هنا بليل يبنى

فرد عليها وقالها مفيش حراس كانت هنا بليل يا ست 

فبيبصو لبعض والغفير الكبير الى اسمه ابراهيم بيقول يكونش عبد الله عثمان ؟. بس ده مات يحجه 

انتى متاكده انك جيتي انهارده مش من خمس سنين فترد وتحلف بايمانات المسلمين انها شافته وكلمته

فيضحكو ويقولولها يبقى انتى شوفتى عفريته بقا مش هو يا ست

احمدي ربنا انك بخير وروحي بيتك يا ست ولا تيجي هنا لا ليل ولا نهار

وفعلا من ساعتها مدخلتش الجبانه دى غير وهي محموله على الاكتاف بامر الله .. "

البنات يسئلو الجدة

يعنى يامه العفاريت بتتكلم ذينا ذيهم 

فترد الجده والله يبنتى هو ده الى سمعناه منهم والله يرحم الجميع ويعلم نواياهم .

يتبع..

 بيت الجدة الحلقة الثامنة عشر (مكنة الطحين)

قصص تليجرام