قصص تليجرام

حلمى فى صفيحة قمامة الجزء 12

النهاية(يد الله)

فى طريق العودة إلى المنزل..كنت افكر - مستغرباً- ما الذى جعلنى أسامح"سوسن"؟!

فهى - بإعترافها -ورطتني فى أمر لم يكن يعلم مداه إلا الله-فقط- لتنجو بفعلتها..

لا اعتقد أننى سأنسى ما حيت كل ما عنيت-بسببها- من قلق و توتر أيام التحقيق..و الأسوء أنها شككتني فى قدراتي العقلية..!

و بالتأكيد لم تكن دموعها المتزلفة ستجعلنى أتعاطف معها- لولا-أننى قابلت د"مصطفى"!

بعد أن ظللت أؤجل اللقاء أيام..وجدت نفسى أمامه فجأة

..دعاني إلى مكتبه..كان لطيفاً بقدر ما استطاع

..قال إنه يهتم بأمرى..لكن باسلوب يختلف عن أسلوب د"نعمان"الذى بالغ فى تدليلي- برأيه- حتى تلاعب الغرور برأسي - هكذا قال - و صرت أتكبر على من علموني!

قال أنه يعذرني لأن أى شاب فى مكانى-حديث السن،و عديم خبرة-و،يوليه شخص بمكانة د"نعمان"كل هذا الإهتمام من الطبيعى أن ينسى نفسه و يتجاوز حدوده..

لم يكن هذا صحيحاً - برأيي- لأنى أدرك جيداً أن ما تعلمته أقل بكثير مما لم أعرف ،و أن أمامى عشر سنوات-على الأقل - حتى يمكنني أن أعتبر نفسى قد تعلم شيئاً..

و أعلم -يقيناً-إنه حتى إن صدق حدسى فى تشخيص حالة ما..فهذا يحدث - فقط - بتوفيق من الله..ليس لأننى شديد الذكاء أو البراعة!

لكن ما فاجأنى أكثر أن كل هذا الكلام العاطفى..كان تمهيداً لإعتراف أخطر!

لم يكن من شأنى أن أعرف- لكنه- أصر على أن يخبرنى أن"مريهان"خدعته..بينما كان هو يحبها بصدق،و ينوى أن يتزوجها..و إنه لم يقم معها علاقة كاملة..فهى مازلت عذراء!

كل هذا جميل..لكن ما دخلى فيه؟!

عندها فجر أستاذي قنبلته فى وجهى، مصرحاً أن عاهرته العذراء أتهمتني أنى طلبت منها رشوة جنسية..وهددتها بفضح علاقتها به إن لم ترضخ لإبتزازي!

كنت أعرف أنها حقيرة ..لكننى لم أتصور أن تبلغ هذا الحد من القذارة..

ثم لماذا أنا دون كل من فى المستشفى؟!

و برغم إنكارى لم يقتنع د"مصطفى"لأنها سجلت لي تهديدي-هكذا قال-و قد سمعه بأذنيه

..و لولا أنه محى التسجيل من ذاكرة هاتفه لأسمعه لي!

*******

تلفت حولى فى قلق،ودهشة..حين وجدت نفسى فى المنطقة العشوائية القريبة من المستشفى..مجدداً!

لماذا أحوم حول هذا المكان؟!..

كالمجرم الذى يعود دوماً لمكان جريمته!

.منذ علمت بنتيجة تحليل"فاطمة"..و كل يوم تسوقني قدماي إلى هنا - كأنما- صار لهما  أرادة منفصلة عنى..كأنما جئت لأسدد ديناً ..

فلأخبرها بما عرفت أذن لإستريح!..

خاصة أن"عبود"لن يعود قبل أربعة أيام-من يدري- ربما أكثر

 تحسست حبة البنبون الراقدة فى جيبى..مفكراً فى "حلمى"و أخواته الصغار..و تمنيت لو كانت"نادين"وضعت أكثر من واحدة..ربما أربعة أو خمسة..

و قبل أن أتحرك من مكانى.. تذكرت"صفيحة"و"بيجو"و صديقهما الثالث!

ماذا سيحدث إن ظهروا فجأة؟!..لقد حذروني من العودة..و ها أنا قد ذا ضربت بتهديدهم عرض الحائط ،وعدت..

اليوم و أمس..و كل يوم منذ أسبوع كامل!

لا أعتقد أن هذا سيعجبهم..و ربما دفعهم لتفيذ تهديدهم الذى يبدو لي فى هذه اللحظة - بالذات - و مع آخر أشعة الشمس الغاربة..حقيقياً مخيفاً!

و فى لحظة..كنت قد قررت الإبتعاد مؤثراً السلامة..

لم أكن قد فطنت بعد..أن قراري كان متأخراً بعض الشئ!

فمع قصر نظري لم ألاحظ أن ثمة عيوناً تترصدني منذ البداية - من يدرى - ربما رأوني حين جئت أمس و أول أمس أيضاً..

ألتقطت أذني الحساسة حفيف الخطوات المتسللة من خلفي..و من فوق أحد الأسطح المتلاصقة قفز شاب خفيف الحركة..سمعت تكة مطواته و صوت أتحكاك نصلها المرهف بالهواء قبل أن تخترق ظهري ..بالتزامن مع سلاح زميله يخترق صدرى..بحثاً عن قلب نسي نبضه من شدة الذعر

..كنت سأسقط - حتى - دون أن يذبح نصلاً آخر فخذي الأيمن من الخلف!

..غارقاً فى الدماء..أرتجف من الألم..رأيت وجه أحدهم-دون نظارتي -التى سقطت على الأرض،و تهشمت..و هو ينتزع الحقيبة التى سقطت فوقها،من تحتى.. بغلظة!

لا توجد نقود بالحقيبة يا أحمق! 

إنى مفلس تماماً..و لم أقبض راتبي هذا الشهر..

لقد خٌصم علي بسبب غلطة"سوسن"!

همست دون صوت..متأملاً فى وجه قاتلي..

أسمر.. نحيف الوجه..يشبه"حلمى"بعد عشر سنوات..حين يغدو مراهقاً!

ربما سيغدو جانحاً مثله كذلك..لكن لم يعد هذا يعنيني!

كل ما فكرت فيه - وقتها -هو أن الزملاء فى المستشفى سيتعرفون على جثتى..و سيتم دفني بطريقة لائقة..و لن ينتهى بي المطاف فى مشرحة كلية الطب..كما يحدث مع قتلى الحوادث ناقصى الأهلية!

تمتمت بالشهادة و عيناي تنغلقان من تلقاء نفسيهما..و قد غمرني شعور غريب بالإرتياح!

********

راقبت الأطياف البيضاء التى تهيم حولى متسائلاً..هل مٌت؟!

..كنت خفيفاً كأننى أحلق فوق غيمة بيضاء..فى مكان هادئ..مريح لكنه بارد ..لولا البرودة، و رائحة البيتادين لظننتنى فى الجنة!

كنت فى المستشفى..تأوهت على سبيل أداء الواجب..فلم أكن أشعر بأى ألم!

"حمدالله على السلامه..د"مجد"خريطه!"

جاوبنى صوت"نادين"الرقيق الذى أخطلت فيه الفرح بالدموع..لم أر وجهها على نحواً واضح- دون نظارتى-

إبتسمت لها.ببعض الأسى الممزوج بالخجل..لقد أتلفت جسدى على نحو يصعب إصلاحه

 ..تحسست الخياطة فى صدرى من فوق الثوب الرقيق..كم هى صادقة دعابتها!

..لقد صرت كالخريطة تماماً بكل تلك الغرز!

 بصوت مبحوح وحلق متشقق كالأرض الطينية فى موسم الجفاف ..

قلت ،:

- عطشان!

- أستنى شوية ..أنتا لسه طالع من العمليات من ساعتين!

سألت متلمظاً من شدة العطش:

- ماما..عرفت

قالت بعجب:

- ماما؟!..ماما دي إللي عرفت قبل ما إللى حصل يحصل أصلاً!

- أتصلت بيا المغرب،و سألتنى عليك..قالتلي إن قلبها مقبوض كأن حد ماسكه و بيعصره!..قلت لها أنك كويس،و لسه موصًلني..

قالت لي إنها بتتصل بيك..و أنتا ما بتردش على تليفونك..فعلاً لما حاولت أتصل بيك مبتردش..طلعت أجرى على المستشفى..ماما سألتنى رايحه فين..

 قلت لها إنهم أتصلوا بيا فى المستشفى..دقايق و لقيتك فى إستقبال الطوارئ غرقان فى دمك

..كويس إن ماما ما شافيتش المنظر ده كانت راحت فيها!

أخذت شهيقاً عميقاً آلم جروحي المتعددة..و سألت فى وهن:

- هى فين؟

-هى نايمه..متقلقش.. هى كويسه.. أدوها بس حقنه مهدئه..عشان الإنفعال الزياده مش كويس على قلبها.

قالت حين لاحظت صمتي:

- المفروض تحمد ربنا..أنتا مش عارف أنتا نزفت أزاي..الطعنه إللى فصدرك أنحرفت عن القلب سنتي..والطعنه إللى من ناحية الضهر أخترقت البنكرياس و عملتلك نزيف داخلي..أضطروا يشلوه علشان يسيطروا على النزيف..

صمت مذهولاً..لا أدري بما أجيب

تخيل أن تعرف أن قطعة من جسدك سبقتك للتراب!

شعور عميق بالتعاسة لا يمكن وصفه..لا يعرف هذا الشعور إلا من خبره بنفسه..

-عارف بقى لما شالوا البنكرياس بتاعك لقيوا أيه؟..مش هتصدق!

قلت فى كآبة ساخرة:

- يكونوا  لاقو فى "البنك..رياس أتناشر ألف"تمن أوضة النوم إللي كانت عجباكي!

همست بصوت مبلل بدموع العرفان:

- لأ..لقيوtumor..,كل الدكاتره مستغربين أزاي الورم ده منتشرش حوالين البنكرياس..زي مادايماً بيحصل فى الحالات إللي زي دي!

و الأغرب إن الضربة تيجي فى البنكرياس إللي لازم يتشال..دي معجزه!

أصابتني المفاجأة بالدوار...حين علمت بماجرى..تبدل حالي  فجأة من الحزن و الشعور بالفقد و الخسارة.. للفرح بالنجاة من موت محقق ..

ورم قاتل..أزالته طعنة قاتلة!

جراحة عاجلة بأمر العليم القدير.

ما هذا الكرم يا ألهي !

 إلى هذه الدرجة تحبنى يا رب؟!

و هل أستحق كل هذا اللطف و العناية؟!

لو أخبرني أحدهم قبل يوم واحد بأننى سأفرح بأننى فقدت قطعة من جسدي.. و سأحتاج لتعاطى الأنسولين حقناً ما تبقى لي من عمر..لأتهمته بالجنون..

لكننى حقاً أكاد أطير من الفرح!

لأننى مازلت حياً

..لدي فرصة لأصحح أخطائي

..فرصة لأتوب و أندم على ما فاتني..و أعمل عملاً صالحاً يرضى ربي

..و أحسن الظن بخالقي..بأنه لا يظلم و لا ينسى..

و سيرعى"حلمى"و أخوته..كما يرعاني

*******

تعقيب لا لزوم له!

مرحباً..

أنا د"لبنى السعيد"بإعتبار ما سيكون طبعاً..فأنا مازلت فى فترة التكليف..

لقد تخرجت منذ عامين فقط..فى أسوء فترة..بالتزامن مع جائحة كوفيد19..

لكم ان تتخيلوا كيف كانت فترة تكليفي التى أوشكت على الإنتهاء-لحسن الحظ-بينما كان طلبة طب سعداء الحظ يقبعون فى منازلهم..يحاولون إستدراك ما فاتهم من مواد علمية على يوتيوب.أو -ربما- يضيعوا المزيد من الوقت على إعتبار أنه لا توجد فائدة ترتجى من ذلك فهى- خربانه خربانه-!

كنا نحن-الخريجون الجدد- نواجه المرض - حرفياً - بصدورنا العارية،و على جبهة مكشوفة..

بلا أقنعة واقية..أوgloves

ولا غرف عزل..

والعناية مركزة-إن وجدت-فهى بلا أكسجين!
ليس هذا فحسب..فلدينا مفاجأة سارة

لا يوجد حظر!

النتيجة.. أصابة عدد  كبير من الأطباء و الأطقم الطبية،و وفاة بعضهم بطبيعة الحال..ولا تزال الأعداد مجهولة - حتى الآن - وقد أصبت أنا شخصياً  بكوفيد19 مرتين!

فى المرة الأولى لم يصدقنى أحد..حتى تكومت على الأرض بين العزل و العناية!..و فى الثانية قضيت فترة عزلي فى البيت..

بينما فى الثالثة  أدعيت المرض إدعاءاً..لأحظى ببعض الراحة!

و بعد كل هذا..
و بعد وعود و مفاوضات و أتهامات
.. زاد بدل العدوى من 15 جنيه إلى 19 جنيه!

لكننا حظينا كأطباء بتقدير الدولة على هيئة عملة تذكارية..مطبوعاً عليها صورة لجيش مصر الأبيض.!

أحتفظت  بست أو سبع جنيهات منها على سبيل الفخر و الإمتنان..فى حصًالة الفضية خاصتي..و هى حصًالة hand made على شكل جمجمة..صنعها د"علاء"زميلي من مادة السيراميك..و أهداها لى!

ربما تبقى جنيهان منها-لأننى-صرفت الباقى..تعلمون كم أن الإدخار صعباً هذه الأيام..خاصة مع مرتبات التكليف!

بالطبع الكثير منكم يتسائل عما حدث لدكتور"مجد"و خطيبته دكتورة"نادين"..و هل تزوجا كما كانا يخططان؟أم أنهما افترقا فى النهاية كما يحدث  للغالبية ؟
..كان بودي أن أخبركم..لكننى لا أعرف ما جرى لهما!

لقد وجدت مذكرات الطبيب الشاب الذى لم يعد كذلك الآن-هو فى الأربعينات- على الأرجح..فى غرفة مهملة كنا نعدها للعزل..وسط كراكيب لا حصر لها..مكتوبة بخط أنيق-لا يمكن ان يكون خط طبيب-.بينما قام أحمق ما بقطع كمية هائلة من أوراق الأجندة المؤرخة بتاريخ 2007..الثلث الأخير مفقود كله تقريباً..

لهذا لا أعلم يقيناً ماذا حدث لكل الأشخاص الذين ورد ذكرهم فى تلك المذكرات..خصوصاً د"مجد"و زوجته المستقبلية..

أحياناً كثيرة أتخيلهما قد أفترقا لضيق ذات اليد..و- أعترف - أن هذا التصور يرضيني..فهو يناسب مزاجي الأسود كثيراً

..بالأضافة لأنه يبدو أقرب للمنطق..

لست قاسية القلب أو شريرة..كل ما فى الأمر أننى على مشارف الثلاثين..و لم أتزوج،و  لست مخطوبة..و يبدو أن هذا الوضع لن يتغير قريباً!

لقد صارت العنوسة مشكلة منتشرة هذه الأيام..لكن أسوء ما فى الأمر..أن أكون وحدي التى لم تتزوج- لدي أختين -الكبرى متزوجة..و الصغرى- أصغر مني- مخطوبة..و بنات العم و بنات الخال..و الصديقات..إما تزوجن أو خطبن..لم يتبقى غيري!

..حتى أن أخى"عبد الله"يقول عنى البنت "البايره".لا أعتقد أن هذا كان سيعجب أبى-رحمه الله لو كان معنا

..فحتى لو كان يمزح-كما يدعي-فإن لكلمته وقع أليم على النفس..

.على كل حال.. أتمنى أن يكونا متزوجين الآن و لديهما أطفال..فقد أحببتهما بحق!

ربما هما الآن فى الstates أو أحدى بلاد اليورو.. يعيشان فى منزل جميل و يملكان سيارة فخمة..

أو ربما هما فى مكان ما يكافحان من أجل لقمة العيش كأغلبية الأطباء فى مصر!

على الأرجح لن أعرف أبداً..لكن لو كنت مهتماً ..فقد تزوج د"مصطفى"و  د"شيماء"..و قد رأيت أبنتهما"رفاء"..و لديهما ابناً أخراً يدعى "نور الدين"..و قد صار د"مصطفى" المدير بالمناسبة بعد د"عشري"الشهير ب"عشماوى الذى إحيل للتقاعد بعد أن أستنفد سنوات مد الخدمة-الخمس سنوات-كما أحيل د"نعمان"للتقاعد فى سن الستين منذ ثلاثة أعوام..

و قد خطب د"طارق"زميلته د"مى"فى ذلك التاريخ2007..لكنهما لا يعملان هنا فى قسم الحروق-فقد تم ألغاءه -منذ مدة لا أدرى لماذا!

و بدأت"فاطمة"الغسيل الكلوي..مع بداية رحلة د"مجد"مع العلاج التكميلي بعد الجراحة-و لا أعلم كيف هى الآن

بينما ظلت"عزة"هاربة.. بعدما أتضح أنها قتلت زوج أمها لمحاولته إغتصابها..و قد تركت المقلب من ذات التاريخ و غادرت إلى مكان مجهول!

الجميل فى الموضوع أن الأوضاع التى كان طبيبنا الشاب الذى-لم يعد كذلك-يشكو منها..و التى أعترف بأنها سيئة..قد صارت-مع الوقت- أسوء!

لوحة كابوسية من لوحات "جويا"السوداء!

النقص فى المستلزمات الطبية البسيطة..صار إنعدام كامل لوجدها..

بالأضافة لسرقة و تدمير ما يوجد من المعدات الطبية باهظة الثمن..

قسم الحضانات بالمستشفى يعمل بنصف كفاءة..

أجهزة الغسيل الكلوي بحاجة لصيانة..بينما تم ألغاء قسم كامل - رغم أهميته - كقسم الحروق..

و أصبح العثور على سرير فى العناية المركزة ضرباً من المعجزات!

لن أتهم الحكومة بالطبع-مال الحكومة أصلاً-إنها ال...

..الزيادة السكانية بالطبع!

..إنها تلتهم عوائد التنمية كالوحش الجائع-كما قال-بابا"حسنى"

يبدو أننا ظلمنا هذا الرجل فعلاً..

بينما الذنب كله ذنبنا فى الأساس!

..-لأننا-نظن أننا شعب مثل -باقى-الأمم لنا الحق فى الحياة و التعليم ..و نطالب بالرفاهية..

بل و الأدهى..مازلنا نتزاوج،و نتوالد..

بينما نحن جنس جدير بالإنقراض!

ملحوظة:

لقد تأخرت فى نشر هذه المذكرات عامين-فقط-لأننى من ذلك الطراز المتحمس العجول..الذى إذا قال فعل!

كما قمت بتغير معظم الأسماء الواردة فى المذكرات قبل النشر كى لا يقاضيني أحدهم..لأن هؤلاء الأطباء الschizophrenics..لديهم حساسية من النقد..

إنها غلطته على كل حال- حد قال له يكتب مذكرات -..هكذا سأتفرغ للقضية التى سترفعها عليَ النقابة حتماً!

و بمناسبة الSchizophrenia..

لأقى نظرة سريعة على مذكراتي أنا..

..ربما أحتجت لإتلافها - كى لا تٌنشر- يوماً ما!

فتحت الدفتر .. فسقطت وردة مجففة - لم يهديها لي أحد - قلبًت الصفحات سريعاً..أبيات شعر إنجليزي كتبتها ،و أزهار ملونة جميلة رسمتها.. جوار Skeletonsوجماجم!

..كما وجدت أغنية مكتوبة بالفرنكو تقول -دون فزلكة-3andi 2ota w 2ntwo l2 ammm..2ota bs dama3'a tkah..ammm

men firaniha batsa5ba ammm

بماذا كنت أفكر حين كتبت هذا الكلام؟!

..لابد أننى كنت -أفصل -بعدما أحترقت الدوائر و الوصلات الكهربائية فى دماغي ..من  المذاكرة ال over load..لأننى وجدت فى الصفحة التالية..ملاحظة..كتبتها لنفسى بالقلم الred marker الذى طالما أنقذنى - فى تلك المواقف - تقول فى تقريع:

- و الله ما حد دماغه طقًه غيرك.. قومى ذاكري

 يا فاشله!


خلصت الحكاية..

و مازال مسلسل الإهمال مستمراً!

قصص تليجرام