حياة جديدة (مستوحاة من قصة حقيقية) |
انتقلت انا المهندس أحمد ربيع و زوجتي منال الى منزل جديد في مدينة الاسكندرية حتى نبتعد عن قلق القاهرة و ازعاجها فالقاهرة مدينة سريعة الحركة مليئة بالناس لا يهدأ فيها المرء ولا يجد فيها مكانا للراحة.
اما الاسكندرية مدينة ساحلية عريقة تتميز بالهدوء و اعتدال المناخ لذلك وقع الاختيار عليها هربا من ضوضاء القاهرة بعد مناقشات مع زوجتي و رتبنا لهذا الانتقال لمدة ستة اشهر كاملة من اختيار لمكان الاقامة وقد حرصنا ان يطل مباشرة على البحر و نقلنا اثاث منزلنا القديم في القاهرة وجددنا و اشترينا اثاث جديد.
واتفقنا ان يكون هذا المنزل هو بداية حياة جديدة لنا لكن يبدو ان هذه الفرحة و هذا الهدوء المرجو لا يقدر له ان يكتمل فبعد أول يوم من انتقالنا الى منزلنا الجديد بالاسكندرية اصبحنا نمسي و نصبح على صوت جارنا رامي فكان يوقظنا صباحا على صوت صياحه و صراخه ويقضي الليل في البكاء و تكسير منزله كان يأخذنا العجب و الضيق و الشفقة على حالة احاسيس مختلطة كل يوم.
على كلٍ لم نطق هذه الظروف بعد شهر واحد من الصبر فقد كنا نامل فقط العيش في هدوء لكن جارنا رامي قد افسد كل شيء اصبحنا نتمنى العودة للقاهرة فهي على صخبها و تسارع الحياة فيها كانت تمنحنا الهدوء و السكينة في منزلنا لكننا اتفقنا بعد مناقشات ان نزوره ونساله عن سبب حالته النفسية و نطلب منه ان يمنحنا الهدوء الذي نحتاجه في بيتنا.
طرقنا الباب على جارنا الصابخ فهدأ فورا و سأل من وراء الباب من الطارق فاجبناه اننا جيرانه الجدد جئنا لنزوره بعض الوقت فرحب بنا و أدخلنا الى منزله و بدا بالكلام معنا وشكرنا على زيارتنا خصوصا ان لا احد يزوره من فترة طويلة ولا احد يحب التعامل معه و قال لنا انه يريد ان يحكي قليلا معنا فوافقنا بصدر رحب فبدأ يحكي لنا انه كان متزوجا من امراة جميلة تدعى سلمى عاشت معه في هذه الشقة و بعد سنتين من زواجهما رزقهما الله بمولود يملأ عليهما حياتهما فتاة جميلة سماها ايضا سلمى فقد كان يحب زوجته جدا و منذ عامين و في يوم بائس وهو عائد هو و زوجته و ابنته من زيارة لجار قريب منهم كان يقود سيارته الجديدة والتي كان بها عطل في الفرامل لم يلحظه فحدثت له حادثة مروعة لم يصب هو باذى لكنه فقد اعز ما لديه في الدنيا فقد زوجته و ابنته وبعد ايام وجد انه قد اصبح وحيدا بلا ابناء ولا احباب.
فبدأت تسوء حالته وبدأ يدخن وشيئا فشيئا اختفت البسمة عن وجهه و اصبح في تلك الحالة النفسية، لاحظنا كم كنا قساة عليه كان كل ما فيه بسبب رحيل احبابه عنه، شَكَرَنَا رامي على الزيارة اللطيفة و التي ادخلت السرور الى قلبه ومن بعد تلك الزيارة وعلى بساطتها تبدل حال رامي كثيرا فأصبح افضل حالا و بدا يستعيد تفاؤله و نظرته السعيدة للحياة و بدأنا نتبادل الزيارات واصبح رامي من اقرب الناس لنا هادئا مرتاحا متفائلا و سعيدا بحياته وكان يشكرهما كل يوم على يزارتهما له التي أعادت له تفاؤله بالحياة الآن أسعجب كيف يمكن لساعات بسيطة أن تغير حال الانسان كيف ان الانسان هش كيف انه يتاثر باقل القليل كانت هذه تجربة جديدة وبداية حياة جديدة ليست لنا فقط لكن لجارنا ايضا قد يكون الله قد قدر اقدارنا لتلتقي و يسعد كل منا الآخر فهي أقدار الله تجري حيث قدر لها.
تمت