قصص تليجرام

رحلة الاسكندرية (الجزء الثانى)

رحلة الاسكندرية (الجزء الثانى)
استغرب انس من لهفة الدكتور و استعجاله و راح بسرعة معاه بنك الدم علشان يتبرع بدمه و بعد ما اتبرع سال الدكتور اذا ما كان الكيس لوالده لكنه قال له لا وان الدم المطلوب لبنت في الحضانة محتاجاه بسرعه لانها مولودة بصفراء وفي مرحلة متقدمة و لازم يتنقل لها دم وراح أنس لوالده يتطمن عليه لكنه كان لسه مفاقش من الغيبوبة فقرر يروح يشوف البنت الموجودة في الحضانه لقى كيس الدم اللي اتبرع بيه اتعلق لها و بيتنقل لها و لان الحالة كانت شديدة كان لازم الدم يتنقل بسرعة قبل عمل الفحوصات المطلوبة.

للكيس كان كيس دم حوالي ربع لتر من الدم هو مقدار قليل بالنسبة لأنس خصوصا انه شاب كبير في ريعان شبابه لكنه كان كافي لانقاذ حياة البنت الرضيعة واستغرب انس من حال البنت و سأل الممرضين عن أهلها قالوا له انهم سابوها في المستشفى ومبيسألوش عنها سموها شيماء و اختفوا من وقتها فاستعجب لحالهم و استعجب ازاي البنت دي هتكمل حياتها او حتى لحد ما تخرج من المستشفى خصوصا انها ضعيفة لا تقدر تتحرك ولا تقدر تعتني بنفسها و امكانيات المستشفى متواضعة، كان في نفس الغرفة اللي فيها شيماء الطفلة الرضيعة طفل تاني اسمه حامد كان ابوه سامي و امه سلمى يروحوله يتطمنوا عليه لانه كان لازم يقضي فترة في المستشفى .

قبل ما يخرج و كانوا بيستغربوا من حال الطفلة الموجودة وان مفيش حد بيسال عنها ولما شافوا انس سألوه اذا كان ابوها او قريبها لكنه قال لهم انه اول مرة يشوفها وانه اتبرع لها بالدم لانها كانت محتاجة نقل دم عاجل وحكالهم قصتها و من اليوم دا بقى اي حاجة يجيبها سامي والد حامد ليه يجيب زيها لشيماء فكان يجيب ليها حفاظات و هدوم و غيره من المستلزمات و كان يوصي الممرضين عليها استغرب انس ازاي طفل رضيع ضعيف لا يملك من الدنيا شيء يساق ليه كل اللي يحتاجه كيس الدم اللي الناس بتدور عليه في المستشفيات يروحله و هو مكانه وفوق كدا ييجي سامي و سلمى يعتنوا بالطفلة شيماء ازاي حال الدنيا ممكن يتبدل من حال لحال في لحظة قال حامد في نفسه انها عناية ربناية تشملنا برحمته و اقدار الله يصرفها كيف يشاء، في نفس الوقت انتبه أنس لصوت ممرضة تسأل عنه تبشره ان والده فاق و بقى في حالة جيدة و يقدر يروح يشوفه و يكلمه و اتطمن أكتر لما الدكاترة عرفوه انه ممكن يروح بيته تاني يوم  اتصل أنس بوالدته و اخواته يطمنهم و يبشرهم انهم هيشوفو ابوهم تاني يوم وهيكون وسطهم في البيت.

 و استغرب انس جدا من حال الدنيا و تقلبها و انها مش باقية على شيء، ساب انس والده بليل ينام و يرتاح و استنى جنبه لتاني يوم و خرج بيه العصر و روح بيته حس بالامان حس انه كان في حلم رحلة تنتهي بحادثة و تبرع بالدم لبنت مش عارفين اهلها وفجاة حالها يتبدل من حال لحال بعد رعاية اسرة تانية ليها عرف انه بعد فترة هيرجع تاني لحياته و يومه و روتينه هيرجع تاني يصحى الساعة سبعة الصبح علشان يلحق الشغل لكنه هيكون اتعلم درس و مر بتجارب مش هينساها طول عمره عرف ان الموت قريب وان الانسان مهما وصل ضعيف و ان الضعيف تحت رعاية الله تساق له الدنيا عرف انه في ايام قليلة ممكن يمر بتجارب و يعرف اكتر من اللي عرفه في عمره كله.
تمت

قصص تليجرام