قصص تليجرام

بيت الجدة (البداية)

بيت الجدة (البداية) - قصص رعب
 هحكى النهارده بلسان امى عن بيت جدتى الى عاشت واتربت فى ورغم ذلك دايما كانت بتحس انهم مش لوحدهم فى البيت ده وان فى حاجات تانيه ممكن تكون سامعاهم وشايفاهم وحتى قادره تكلمهم - فبعض الاحيان - . القصص الى هحكيها انهارده هى حقيقية وواقعيه على الاقل فى نظر الى حكوها وعاشو فيها وشافو احداثها بعينهم واتاثرو بيها فحياتهم بيت جدي هو عباره عن فيلا دورين والسطح وفى الحقيقة هو كان فى الاصل قصر بناه جدى الكبير ايام مكان بيتاجر فى الانتيكا والارض كانت ومازالت ميراث عائلى بنورثه وبنورثه لاولادنا كل شيئ زمان كان رخيص وكان ممكن لو بتحلم تبنى قصر تبنيه الغريب فى بيت جدى ان كل جزء فيه تحسه منفصل او مملكة فى حد ذاته ويمكن ده لان مساحته كبيرة ولان فعلا كل جزء فى بيتميز بشيئ الجنينة مثلا مقسومة نصين كل نص مليان باشجار بتحجب عن البيت ضوء الشمس الا من خط رفيع فى النص كانو بيسموها ضليله وانك تقعد فيها فى العصارى.

 كان شيئ جميل ولكنه مرعب بليل دايما لما بتبص للسما بتحس ان فى سماء بتحجب عنك السماء الحقيقية وانا طفل فى زياراتنا العائلية كنت بخاف ابص للسطح وبتخيل دايما ان فى شخص ما بيبصلي مين هو .. معرفش كمان من الحاجات الى كانت بتسببلي كطفل الرعب هو الخفافيش .. بيت جدى قريب جدا من الصحراء فمن الطبيعي يعيش فاشجاره خفافيش وطبعا من الطبيعي انك تسمع صوت ديابه قبل صوت الديك الكذاب البيت متاسس بشكل فخم ولكن على موضة اوائل القرن العشرين كل شيئ فيه واخد حقه وزيادة الشبابيك طويلة وتقدر تشوف منها العالم حواليك وتتخيل انك بتشوف العالم لاول مره والابواب كمان خشبية وملمسها تحس فيه بخشونة الماضى السور كان طويل ولكن على ايامى انا بقا قصير ولما سئلت والدتى قالتلى لان الارض عليت ودفنت حتى السور وده الى خلاا مدخل البيت مميز لازم تنزله كانك داخل مغاره واول متدخل انت وصلت لعالم تانى ليه قوانينه وليه حياته الخاصه وملهوش اى علاقة بالعالم الخارجي الى ساعد على كده موقع البيت انه فى شارع جنبي الشارع ده جوه شارع جانبى اصلا والاتنين متفرعين من شارع شبه عمومي الشيئ الوحيد الى كان بيدل على ان فى حياة وسكان هنا هو المدرسة الى على اول الشارع وحتى دى كان منظرها يختلف عن كل ال المدارس الى ممكن تتصورها هى عباره عن 4 فصول ومكتب صغير للمديرة والى ياما سمعت عن جنونها من امى حكايات ولكن الملفت فى المدرسة بردوا هو انها بتتحول من دار علم ومعرفة فى الصبح لوكر للحشاشين والخمورجية بليل.

دايما ماما وخلاانى وخالاتى كلهم كانو بيحذرونى انى امشى من الشارع ده او اخرج بليل وكانو بيقولولى دايما " ان امنت البشر متامنش الجن " ولكن فضولى كطفل كان بيدفعنى انى اخرج واستكشف العالم الى هعيش فى حياتى كلها وهقضى في جزء مميز من الطفولة وهو اجازة الصيف كذا مره كنت اخرج لوحدى وده طبعا بعد مستغل انهماك اهلى وقرايبي فى الحديث عن الحال والموال واخرج لوحدى كل شيئ حوالين البيت ساكته وهاديه شعورى كانى ماشي فووسط قبور يدوب مكتوب على الابواب بيت فلان وبيت علان وصور مرسومه على حيطان المدرسة " مدرستى نظيفه ومدرستى جميلة " كنت بحس ملمس الحيطان خشن وصلب بحس ان الطوب الى اتبنت عليه البيوت دى منزوع من صخور سميكة وفمره وانا بخرج وبستكشف العالم المظلم ده وصلت بظبط قريب جدا من باب المدرسة وكنت شايف زى دخان طالع من جواه وفضلت اسئنى بعقلية طفل يترى ايه الى مولع وليه الدخان ده كله كان فى لمبه الاهالى حاطينها على عامود قريب من المدرسة عشان تنور للداخل والى خارج جواه المتاهه دى وعشان تمنع الشباب الفاسد من انه يمارس رذائله عند المدرسة حاولت انى اقرب ولكنى كنت خايف وكنت متخيل ان الناس والدخان بيتحرك وممكن يبلعنى فضلت احاول لمدة دقايق وفجاءه سمعت صوت اللمبه وهى بتتكسر وبتقع فضلت اصوت واجرى وانا حاسس ان فى شيئ غريب بيجرى ورايا جريت ورجلى مساعدتنيش ووقعت على عتبة بيت جدى ولقيت اهلى بيجرو عليا وهما مرعوبين امى خدتنى فحضنها وخالى فضل يضرب كف على كف ويقولولى يعنى احنا بندور عليك جواه وانت هربان مننا بره حسيت بالذنب والندم والخوف والقلق مش عارف احكيلهم على الى شوفته واقولهم ايه وممكن يفتكرونى ببرر فعلتى عشان يسامحونى اكتفيت انى ابص للارض واحاول اخفى شعور بالحرج وعدت الساعات لحد مجه وقت النوم ولقيت والدتى بتقول " انت كنت جاى تصرخ ليه ؟ ".

ارتبكت شوية وبعدين قولتلها بصراحه شوفت حاجه وخوفتنى شوفت ايه ؟. انا كنت رايح اتمشى بره واشوف الشارع بس مقدرتش اخرج غير لحد شارع المدرسة وكنت خايف اتحرك واول مفكرت اتحرك لقيت اللمبه بتفرقع لوحدها خوفت اوى وفضلت اجرى وانهج لحد متكعبلت فضلت بصالى شوية وبعدين قالتلى متاخدش فبالك هو الشارع ده كده لازم تحصل فى حوادث يوميا حتى لو بسيطه مره شجرة تقع مره لمبه تتكسر ده اذا مكنش شوية الخمورجية دول بيكسروها بالطوب عشان يشربو الهباب ده اهم حاجه انك متروحش هناك الا ومعاك حد كبير بصتلها وهزيت راسى بالموافقه وادتنى اذن انى انام حاولت انام وانا بحاول انسى الى حصل بنسى شعورى انى فمكان معزول ومنفى بعيد عن العالم مكان عمرى محسيت فيه انه بيتي او انى ممكن اعيش فى علطول مكان ضحكت فى ولعبت فى ولكنى كمان اترعبت في وحسيت لاول مره فحياتى اننا مش لوحدنا فى العالم وان اكيد فى كائنات تانيه موجوده حتى لو مشوفنهاش ولا قدرنا نعرفها بس يكفى انى حسيت بيها ودى هتكون بداية رحلتى وحبى لسماع حكاوى امى وجدتى عن العالم الاخر الى بنجهله او بنتجاهله وبنتدعى اننا احنا وبس الى عايشين فى العالم وعالمنا بس هو الحقيقي ..
يتبع..

قصص تليجرام