قصة الحب يجمعنا (الجزء الثانى) |
لاول مره يمشى حسين فى الشارع وهو يشعر بقلبه يرقص من السعادة لاول مره سوف يرد لزوجته شيئ من جمايلها وليس فقط بكلمات ولكنه بفعل لطيف وفى يوم يستحق الذكرى .
دخل العمارة ومضى يعلو الطوابق مثل سهم نافد وحركاته تقول ان هذا الرجل عاد له حرارة الشباب وحبه يغمره فتح الباب ودخل ونادى بصوت ليس بساخر ولا ناقم ولكنه صوت من يبحث عن شيئ ويتمنى لقائه ورؤيته صوته يريد من الجدران ان تدله وترشده على اين تكون حبيبته وتري ماذا هى بفاعله ؟.
لم تطل اشواقه حتى دلته اذناه على اين تكون هى ؟.
تلك الاصوات الصاخبه والتى تنتج عادة من تصادم الصوانى واحتكاك المعالق وبخار الماء المغلى والفرخة وهى تفرز عصارة حياتها ليتذوقه فم الانسان ويشكر الله على ما اتاه من رزق وما اطعمه من لحما حلالا طيبا .
دخل واسند كتفه على اطراف الباب وعلى وجهه ابتسامة من وجد ضالته ومن عرف ان يصبر سوف ينول وها هو ينول منيته ويري حبيبته فى مكانها المفضل وفى مسقط رأس ابداعها .
النساء فى المطبخ ما لا تصنعه فى اى مكان اخر ، فهى تجمع الحب والابداع والرغبة فى صحون وتقدمها للزوج حتى يتذوق ويشتهي صنعة يداها كما يشتهيها ويشكر الله على رزقه وعلى زوجته التى تعرف من العلم ما لا يعرف . لا هو ولا الكثير من بنى جنسه .
كان يخشى ان يخرجها من حالة التركيز تلك فقام كعادة المصريين عندما يزورون بيتا غريبا لهم او وجودهم قد يخدش حياء نساء البيت ، فيقول " يارب يا ساتر " .
ترد الزوجة وفى صوتها شهقه تشبه شهقتها على الملوخية ولكن هذه المرة هىى تشهق من الخضه بصدق فكيف دخل هذا الرجل مملكتى وانا لا اعرف وكيف رأنى وانا مستمتعه وادندن بالاغانى واستنشق عطور الخضار الطازج وحتى ابكى من رائحة البصل كيف يرأنى هكذا هذا الرجل ؟!. وكيف سوف يرانى بعد الان ؟.
سوف يجعلنى نكتة بين اصدقائه ويقول " رأيت زوجتى تضحك فى مرايا الحلل التيفال ولم اراها يوما هكذا امام مرأة غرفة النوم
الحق هو ان النساء تخجل حتى من نفسها وبرغم حبها ان ترى كم هى فاتنة ورائعة الا انها ايضا تخجل وهكذا كانت زوجته برغم عاطفيتها وحبها له كانت تخجل حتى من الوقوف امام المرأة عارية او تضحك وكلاهما يجعل المرأة على حقيقتها ضحوكة وجميلة ونقية وتستطيع ان تحتوى العالم بين احضانها ان شائت وتعزى العالم كله على مأساته بابتسامته.
ولكن ماذا اقول واي شيئ يقال عن النساء وهن اعجب خلق الله فى سلوكهم ؟.
فهم اكثر الشياطين رحمة واكثر الملائكة شرا فى الكون . ومن يتوقع افعالهم هو الله عالم الغيب والشهادة واحوال النساء وكل يوم هى فى شأن .
ان خالد عندما رأى وجه زوجته الخجول والمتعرى من تجاعيد والتكشيرة رأى تحفة فنية وجه ينبض ومنه يستخرج الانسان معانى الحب شعر انه من واجبه ان يحضنها ويهدى من روعها ويذكرها ان حضنه مازال ملجأها ومسكنها فى الشدائد
ومن يمسك نفسه عن زوجته ان يحرمها من حضنه لا يعرف اهمية الحضن لزوجته ولا يعرف حتى ان الحضن هو كمال الرجولة ان يشعر الرجل بكمال رجولته هو ان يعطي الاخريين ما يحتاجون وان يعطي كل انسان على قدر حاجته
فمبالك بزوجته والمسئول عنها امام الله والعالم كيف لا يفتح اذرعه ليستقبلها بينه ويشعر بدفئ محروم منه كثير من العزب او حتى من الازواج الاغبياء والمتعجرفين واللذين ينسون حكمة الله فى الزواج والقرب بين المرء وزوجه.
قال حسين لزوجته " اننى كنت انتظر هذا اليوم الذى سوف اعود الى حضنك ولكنى لم اكن اعرف معاده
شاء الله العزيز ان يرشدنى حتى اتى لك بهدية صغيرة امام ما تقدمينه لى ولحياتى واخرج من جيبه هذا القلب الذى اشتراه ووضعه بين قلبها وقلبه وكأنه يربط بينهم من جديد ونظر الى عينيها وهو يشعر ان الحياة عادت لحياته التى كانت فارغة من المعنى
كيف لا وزوجته التى من ضلعه بعيدا عنه.
قل لى يا انسان باى حق يقوم البيت واركانه متهاويه وهكذا يكون المرء وزوجته هى من تاسس لكل شيئ من حياته وهى من تمنحه طاقة ليحيا وسببا ليفرح ويتهلل امام الناس وحتى على معزل منهم مع نفسه تغيرت ملامح زوجته من الشرود الى الشعور بالحب يجرفها نحوه ويقربها اليهتبتسم وتشعر انها تحلم وتمسك عن عيونها الدمع حتى لا يقول كعادته " زوجتى تعشق النكد وتفسد كل اللحظات الحلوه "
اخذ الزوجان يتذكران اوائل خطبتهم وتلك الزغاريط الكثيرة التى كانت ترشدهم لمنزلهم الجديد " فاكر يا حسين بابا وهو بيقولك خلى بالك منها دى بنتى ونور عيني الى بشوف بيه فحياتى "يبتسم حسين ولكن ليس ساخرا هذه المره ولكن من ذاكرة زوجته ويقول لها
" لاول مره كنت اشعر اننى زوج حقيقي ويتحمل مسئولية بيت ولكنى كنت سعيد انى فكل الاحوال هكون معاكى "
بدء حسين يداعب يديها ويحتضنهم ويشعر بملمس يديها ويمشط اظافرها باصابعه وهى تنظر له ومذهولةانه مازال يعشق التمسك بيديها والقرب منها ومداعبتها.