بيت الجدة الحلقة الواحدة والعشرون (القرين) |
البنت تتنهد وتقول مره زمان واحده صحبتى حكتلى حكاية غريبة وبخاف منها لحد دلوقتى
فالام والاخوات يسئلو ودي حكاية ايه الى تخوفك وانتى على وش الشيب ؟.
فردت البنت على ان صحبتها سامية كانت فى الثانوية العامة وكانت متعوده هى وعيال عمها البنات انهم بيذاكرو كلهم مع بعض لانهم كانو قريبين من بعض فى السن وكمان كانو كلهم ساكنين فى نفس البيت وكان بيجي واحدة صحبتهم تزورهم وكانت من نفس البلد الى ساكنين فيها بتذاكر معاهم وبيتها كان بينه وبين بيتهم مش كتير
وكانت ساعات لما الوقت يتاخر عليهم وهما بيذاكرو بتبات معاهم وكانت واخده اذن من اهلها بكده وهما فى الاول وفالاخر بنات مع بعض يعنى .
وكانو متعودين انهم كل يوم بيسهرو ويذاكرو مع بعض وكانت صحبتها دى اسمها نوال محمد وكانت فمره اتاخرت عن مواعيدها ومجتش تذاكر معاهم ومكنش لا اجازه ولا فى داعى للغياب ده
فاستغيبوها وقالو يمكن تكون عيانه او تعبانه او فى ظرف حصل عندها
يوم فيوم لحد موصل غيابها يجي 10 ايام كده مبتجيش فراحو قالو واحنا راجعين من المدرسة بكره نعدى عليها ونسئلها وفعلا بعدها بيوم لما خلصو يومهم الدراسى راحو على بيت نوال محمد ، عشان يسئلو عليها ولما خبطو على الباب فتحت امها وكانت لابسه اسود فى اسود لبس الحداد فافتكرو ان ممكن يكون العذر وفاة والدها وقالولى البقاء لله يا خالة ولكن اتفاجئو ان الاب دخل ومشى قدامهم وكانو حاسين بصدمه وهما شايفينه وعرفو ان مش هما.
والغريب ان الاب اول مشافهم قعد يعيط وجريت الدموع فى عينيه وهما كانو لسه بيفكرو لا الاب مات ولا الام ماتت ونوال كانت حكايلنا انها وحدانيه فسئلو الام بتلقائية وذاجة بنات مراهقين هى فين نوال يا خالة
فالام بصت لجوزها باستغراب من السؤال وقالت نوال ؟.
فاكدو عليها بايوه احنا جينا نسئل عليها يا خالة عشان غابت عننا يجي 10 ايام وحتى المدرسة مبنشوفهاش فيها
فرد ابوها وهو بيعيط والام بتحاول تواسيه
نوال يبنتى من حوالى شهر داهستها عربيه على الطريق ودخلت المستشفي وقعدت فى غيبوبة يجي 10 ايام وماتت يبنتى
ذهلنا من رد ابوها وطلعنا نجرى من الخبر المفزع من غير حتى ما نعزيهم فى اقرب صديقاتنا واول موصلنا البيت واحنا وشوشنا ابيضت من الخوف والدم انسحب من عروقنا ومذهولين من الى سمعناه
وقعدنا نسترجع كل الايام الى فاتت دى وذكرياتنا معاها فقالت البنت الصغري من بنات عمها هو انتو ملاحظتوش خالص على نوال اى ردت فعل غريبه ولا حتى ملامح غريبه ؟.
فردت صحبتى وقالت اه انا لاحظت عليها انها فى اخر ايام كانت واخده جنب وكانت لا تاكل ولا تشرب ولا بتتكلم معانا حتى
وكانت تبات معانا ونصحي الصبح منلاقيهاش على سريرها ومنعرفش حتى حيت امتى ومشيت اذاى فردت بنت عمها الكبرى يعنى ايه ياختى يعنى الى كانت بتيجي هنا دى اللهم احفظنا روح ولا جنيه مش هى
فردت صحبتى وقالت احنا هنستنى وهنسئل الجيران ونعرف منهم حقيقة كلام ابوها وامها واذا كانت نوال ماتت ولا لا
واستنو للصبح وراحو مدرستهم ومشيو على روتينهم الطبيعي وعرفو من المدرسة ان ابوها سحب ورقها من المدرسة من حوالى اسبوع ودون فى خانة السبب انها توفت وبردوا لما رجعو وسئلو الجيران الى ساكنين جنب نوال
اكدولهم ان نوال فعلا توفت من حوالى شهر او اربعين يوم
فرجعو البيت حزانى ومقهورين وفى نفس الوقت الرعب نافد فبدنهم وقعدو يحاولو يتلهو فى المذاكرة ومتحامين فى بعض مفيش واحده فيهم مستجرأ تروح اوضتها تنام لوحدها والله واعلم ايه الى ممكن يجرا ويكون
واتفقو انهم ينسو نوال وكل حاجه حصلت تانى على امل ان هى كمان تنساهم وتروح لحالها ولحياتها فى العالم الجديد
وقضو اول الليل فى مذاكرتهم عادى ومشيت الساعات على عادتها وفجاءه قبل نص الليل النور قطع ورغم ان النور كان مقطوع كانو سامعين صوت جرس الباب بيرن وبقوة
ولما سمعوه مسكو فى ايدين بعض وهما خايفين وجرس الباب كان بيرن بالحاح وبقوة واستماته كأن حد بيستنجد بيهم من الموت او الغرق
فمن الخوف فضلو يكررو كلمة مين على امل ان حد من اهلهم يسمع ويجي ينجدهم من وضعهم الكارثى
فسمعو صوت نوال الهادى وهى بتقول انا نوال
نوال محمد صحبتكم
صرخو التلاته سوا بصوت واحد والمره دى صرختهم كانت كافيه تسمع البيت كله من فوق لتحت
واتلم عليهم اهلهم فى البيت واتلفو حواليهم وفساعتها اتحولت الضلمه لنور ورجعت الكهرباء تانى ولما اهلهم سألوهم فى ايه فى ايه وكانو متوقعين انه اقصي همومهم ان صرصار مشى على الحيط فى الضلمه
وفجوءو ان البنات مصابين بحالة ذعر وخوف وماسكين فى دراعات بعض وكل واحده فيهم بتنطق كلمه نوال .. محمد .. كانت .. هنا
كلامهم كان مقطع ومليان فواصل بياخدو فيها نفسهم او بيبلعو ريقهم من الخوف
وفضلو الاهالى يهدو فى البنات ويقرولهم قرأن وقالو الصبح ننده الشيخ نصر يرقيهم ولما جه الشيخ نصر حكولو كل الى حصل قالهم ده مش روح ولا جسد د قرين المرحومه وجاى عشان ياخود كل شيئ متعلق بيها هنا فى العالم وسئل البنات هل ليها شيئ هنا معاكم يبنات فالبنات قالو ايوه كان ليها شوية كتب كانت بتسيبهم هنا عندنا نذاكر فيهم وشوية هدوم لما كانت بتيجي وتبات معانا هنا
فقال الشيخ لا يجوز ان متعلقات المتوفيه تكون فبيت غير بيت ابوها وطلب منهم انهم يجمعو كل الى ليه علاقة بنوال وانهم يحطوه فى كيس ويبعتوه لاهلها وفعلا عملت صحبتى وولاد عمها كده وقرالنا الشيخ قرأن على مايه وشربنا منها ومن ساعتها مشوفنهاش تانى ولا حسينا بيها ..
والبنت بتسئل امها وهي واثقه ان ياما دقت على الرأس طبول وان امها مرجع وقاموس فى الجن والعفاريت
هو فعلا يامه ممكن لو واحد ميت يرجع تانى وياخود حاجته الى سايبها عند حد ؟. صحيح ؟
فترد الجدة وتقول والله يبنتى فكرتيني بجدك عبد السميع كان غلبان وعلى قد حاله راح
راح مره سوق الكانتو الى بيبعو فيها الملابس المستعمله واشترى قفطان وجذمه ورجع البيت فرحان بيهم عشان اشتراهم بتمن بخس مقارنة بشياكتهم وذوقهم العالى
وعلق القفطان جنب طربوشه فى الشماعه وحط الجذمه تحت السرير وزمان مكنش فى لا كهربا ولا حزن
وطي لمبة الجاز ونام هو ومراته على سرير وعياله نايمين قصاده على السرير التانى وبص لقي السرير بيدبدب والجذمه بتمشى لوحدها تحت السرير والجذمه ماشيه رايحه جايه فى الاوضه وبعدها لقى القفطان الى كان فاضى من جواه فجاءه اكتسي من جواه بجسم طول بعرض واقف فى وسط الاوسط وعمال يبص عليه وعلى مراته وعلى عياله
وبعدها لقي الراجل ده قعد على السرير ووشه فى وشه وكان منظر وشه بشع كان شبه المقاتيل والمحاريق
والمصيبه ان العيال ومراته كانو نايمين ومكنش حد صاحي الا هو ولا كان قادر من الخوف ينطق واتخرس لسانه واتشل حواسه
كل الى كان بايده كان بيقرا قرأن فى سره شوية بشوية حس الراجل ده بدء يتراجع ويتحرك بعيد عنه.
والجذمه بطلت تمشى وتدبدب على الارضية ولحد مقدر يتملك فى اعصابه وصحي مراته
فمراته قالتله مالك يا شيخ عبد السميع مال وشك مخطوف ومتغير كده ليه
فقالها على اللمبه وصحي العيال يا بهيجه واول معلت اللمبه وصحت العيال
فاول ما النور شعشع من اللمبه مراته قعدت تصوت وحطت ايديها على بقها عشان تكتم صراخ الخوف والدهشه
بصت فوش جوزها ملقيتهاش ملامح عبد السميع ولكن الصوت صوته لقيت نفس المظهر البشع الى جوزها شافه من شوية بس المره دى هو الى تلبسه المظهر ده
وجريت على الباب تفتحه وفتحت باب الاوضة وتنده لسلايفها الى ساكنين معاهم فى نفس البيت وجم يجرو عليها فى ايه يام مصطفى فى ايه يا اختى
فقالتلهم تعالو شوفو الى جرالى وحظي الهباب فدخلو الشقة يشوفو عبد السميع جوزها مالو قالو يكنش جاتله الازمة ولا ربنا افتكره يا ساتر يارب
دخلو الاوضه لقيوه مرمى على وشه فى الارض ومكفي عليه ومغمى عليه مبينطقش
اول مدورو وشه لقيوه عبد السميع حاولو يفوقوه ويقولوله مالك ومراته تحلف وتقسم وايمانات المسلمين كان فى حد تانى معايا هنا غير عبد السميع والادهى انه كان بيتكلم بلسانه وصوته.
تحلف وتتحالف وهما مش مصدقين ولكن عشان يطمئونها وتهدا ومتلمش عليها الناس خدوها على قد عقلها وسئلو عبد السميع انت جبت ايه ولا عملت ايه عشان يحصلك كل ده يا خيي ؟
فحكالهم حكاية الجذمه والقفطان الى اشتراهم وكان فرحان بيهم وكان ناوي يحضر بيهم فرح على ابن اخته سنيه العايقه
فقالوله بقا فى حد يعمل كده يا عبد السميع من قلة الترزيه ومن قلة القماش حرام عليك يا شيخ تقطع عيشهم
هو فى حد بيشترى هدوم الميتين الا الميت يا عبد السميع
وواغلبهم ميتين بجرايم وبلاوي اشي مقتوله على محروقه على غرقانه واهلهم من الخوف والاسي بيبعوها فسوق الكانتوه يكش يجي مخرج ولا حتى كومبارس ويشتريها برخص التراب تيجي انت يا اخويا كامل يا مكمل تشتري هدوم ميتين !! ناقصك ملاليم ولا دولابك مفيهوش قفاطين !!
دول ميتين يبنى وميرضوش يسيبو حاجتهم دى مهما كان فيها ريحتهم ودابت من عرقهم والى يستجرأ ويمس اغرضهم يستباحو جسمه زى مستباع لباسهم
وميرتحوش الا لما ياخدوها معاهم او حتى ياخدو الى اذي سيرتهم ودنس خلاقاتهم
فسمع عبد السميع الكلام وهو حاسس بالندم وبخطيئة الرخص وحس ان نفسه اعز عليه من الكام قرش المساخيط الى دفعهم والى كانو هيغيرولو شكله لاوحش ويعالم بهيجة كانت هترضى بيه وهو شكله اوحش من كده ولا لا
وسمع بنصيحة اخوه وقال اول ميصبح الصبح هاخود الهدوم دي وارميها فى البحر واهو لا تاذي حد تانى وعوض عليا يارب فكل مليم دفعته وانت خير الوارثين
وفعلا لا الشمس شقشقت ونورها اجتلى فى السما خد الهدوم والجذمه ورماها على يامة الترعة قرب كبري الهلاليه
ومراته كانت فى البيت بتمسح وتكنس وترش مايه وملح فكل زاوية وركن زى منصحتها ام عمرو جارتهم وجابو شيخ ومقرئ يقرو سورة البقرة زيادة تاكيد وحرص على طهارة البيت من كل وسواس خناث
يتبع..