فترد الجده اه يعيني فاكراها يبنتى
فقالت البنت لامها وده ايه بسبب الى هى فى لحد دلوقتى يامه ؟.
فترد الجده والله يبنتى كانت نجلاء لسه صغيرة وكان عندي تلات سنين ومات ساعتها جدها ابو ابوها وكانت البت متعلقه بيه جامد وهو كمان مكنش بيعز جد حبيبة قلبه نجلاء والبت كانت محبوبة ودمها خفيف ولكن لما جاله مرض وعمل عملية ومكتبلوش الله الشفاء واتوفى بعد العملية علطول وجابو اهله عشان يقومو معاه بواجب الموتى من تغسيل وتكفين واتدفن زي مخاليق ربنا عادى
ومن عادتنا هنا وعادة اهل زمان ان كل خميس بنزور الميت ونطمئن عليه وكأنه لسه مستنى حد يسئل عليه ويطمئن عليه وبذات اول سبوع ده لان فى دماغ الناس هنا انه الميت بيكونش لسه خد على التربه وعيشتها ولسه محتاج يتعود عليها
وعشان نحنن عليه ربه وزوار القبور وساكنيها بنوزع على روحه اشي تفاح على موز ولحد المخبوزات والكحك والسميط طلعه يعنى وانا فاكره انى خدتكم معايا وانتو صغيرين فى طلعة جدكم الكبير وجدتكم وجيدة ادعولها بالرحمة
وفات اول خميس وتانى خميس وكنا بنروح الصبح بدري وخالتك كانت من عادتها بتسبقنا على المقابر وتروح تقعد هناك لوحدها لحد منيجي ونقعد معاها ويقرب الغروب ونروح سوا وفى يومها كانت سايبه عيالها نايمين فى البيت عشان متقلقهمش ولا يتعودوش على جو المقابر.
وجو المقابر ليه زهمه ورهبه صعب ان ولاد يحسوه ويتقبلوه وهما فى بداية حياتهم ولسه بيتعلمو السعي فى الحياة فاذاى يعرفو ان للحياة معنى تانى هو الزهد والاستغناء او حتى الفناء والموت
ولما خالتك رجعت وكانت وشها كله منفوخ من اثار البكي رجعت ولقيت بنتها نجلاء بتصرخ فى اوضتها الى كانت فى الدور التانى وصوت صريخها كان عالى وكانت بتصرخ على اخرها لحد مالجيران نفسهم جم يشوفو فى ايه وعماله تعيط
فجريت امها على شقتها وفتحت اوضتها وفتحت بابها ولقيتها منهاره على الاخر على السرير وبتعيط وكانت الوكسه ان اخواتها المواكيس نايمين ومش حسيين وكان نومهم تقيل او معندهمش دم يبنتى ولا بيحسوش بالمها
فخدتها فى حضنها وقعدت تطبطب عليها وتقولها مالك يبنتى مالك يا ضنايا بس ايه الى صابك وتعبك كده ؟.
فقالتلها انا شوفت جدي اسود كبير وكان وزنه تقيل جه هنا الشقة ومعرفش دخل اذاى من باب الشقة ولقيته جه هنا فى الاوضه وبعدين راح داخل على الاوضه التانيه وشاورت بصبعها على اوضة ابوها ..
فامها حاولت تطمئنها وقالتلها يحبيبتي احنا معندناش جديان هنا ولا حاجه ولا العيد حتى قرب وحاولت تضحكها وخدتها على الحمام وغسلتلها وشها بعد مكان بيبك دم من العياط واحتقان الدم فيه
وبعد مغسلت وشها وخدتها تفرجها على الشقة كلها حته حته عشان تأمن وتحس بالراحه وان مفيش لا حاجه دخلت ولا طلعت من الشقة وان هى زى ماهى .
وخدتها ونزلت عند عماتها عشان يغيرو كلام معاها وتنسيى ولكن عماتها سئلوها مال بنتك يا عواطف وكانت بتعيط ليه ؟.
فالام حكيتلها على الى حصلها والى بنتها حكيتهولها
فقالو البت دي شكلها مخضوضة يا عواطف ابقى شربيها مايه بدقيق وتانى مره متبقيش تفوتيهم وتسيبيهم لوحدهم ولا حتى للشديد الاوي عيالك لسه صغيرين ومحتاجين رعاية وانهم يلاقو امهم جمبهم على طول
وفعلا الام بدائت تبقى حريصه فى تصرفاتها وخروجها ودخولها حتى للحمام او للمطبخ وبقت تشقر عليهم وتخاف عليهم لو غابت ثوانى
وبدائت تلاحظ على بنتها نجلاء تصرفات غريبه فكذا مره بقت بتلاقى ملايات سريرها مبلوله ولما كانت بتسئلها عن السبب البنت كانت بتتكسف وبتخاف وبتطلع تجري ففهمت ان البنت رجعت لحال الطفولة والتبول اللاارادى
وامها من الخوف من كلام الناس وسخريتهم " شوف البت كبرت ولسه بتعملها على روحها " خافت وحطت فنفسها وسكتت على امل ان الموضوع يكون مرحله لمشكلة بتمر بيها وبعد مالبنت تنسيى وتهدي من الصدمة ترجع زى مكانت
وفعلا ده الى حصل وعدا يوم فيوم فشهر فشهور فسنة وحصل تانى مره ان امها صحيت بليل عشان تتطمئن علهيم زى متعودت لقيت بنتها بتعيط واخواتها نايمين ومش دريانين بشيء وفضلت البنت تقول لامها يماما متسيبينيش لوحدي تانى انا مش عايزه ابقى هنا لوحدي
فامها ردت عليها يبنتى مانتى فوسطينا اهو واخواتك نايمين جنبك وانا بيني وبينك الحيط ولو ندهتيلي هتلاقيني هنا قدامك
فى ايه بس الى حصلك يا نجلاء احكيلي يا حبيبتي.
فردت البنت كنت نايمه وفى حد صحانى ووششوشنى وقالى بصى فى المرايه فلما بصيت لقيت واحده عامله شعرها ضفاير كتير اوى وكانت ملامحها شبه بتوع افريقيا وبتبص عليا وبتضحك
انا فضلت اصرخ يماما يماما راحت هى مشيت واختفت
فخدتها امها فحضنها وقراتلها قرأن وبعض ايات الذكر الحكيم وقالتلها انا هنام معاكي عشان متخافيش وتعدي الليله دى على خير يارب وفعلا خدتها فى حضنها ونامت
ولكن الام منماتش وفضلت تفكر فى ايه الى بيحصل لبنتها ده وفضلت تفكر فى حل وتسئل طب ماهو اخواتها نايمين معاها اشمعنى هى الى بتشوف ومبتشوفش ومعقول بنت فى السن ده هتكدب ؟.
فصبحت الصبح وقالت انا هبدل بين اوضتى انا وجوزى واوضتهم واهى البت تنسى كل الى حصل فى الاوضه الاولانيه واهو من باب التغير
ولما بقت امها بتنيمها وبتقرالها قرأن وبعدين بتسيبها وتروح تكمل نوم فى اوضتها وساعات لما جوزها كان بيبقى فى الشغل او مشغول بتنام معاهم لحد الصبح وفمره بردوا لقيتها قاعده فى اوضة جدها الى تحت ولما دخلت عليها امها وقالتلها انتى ايه الى دخلك الاوضة ديا يا نجلاء ؟.
فقالت لامها انا كنت نازله ولقيت جدي نده عليا وقعد يلعب معايا وهو قاعد على السرير هنا وانا قعدت اسرحله شعره والعب معاه
راحت امها اتخضت وقالت بسم الله الرحمن الرحيم
ده جدو يا حبيبتي مات الله يرحمه وخلاص راح الجنة انتى لعبتى معاه اذاى بس
فقالتلها البنت بفضول وشغف طفولى طب انا عايزه اروح ازوره هناك واشوف الجنة الى قاعد فيها جدو
فالام اتوترت وبعدين قالتلها خلاص يحبيبتي انا هخليكي تروحي تزورى البيت الى هو قاعد فى دلوقتى بس عشان خاطري اوعديني انك هتبطلى تقولى الكلام ده تانى وتفكرى فيه.
فالبنت ردت وقالتلها حاضر يا ماما
وفعلا خدتها فى يوم الخميس الى بعده وهى رايحه هى وعماتها الجبانه وخدوها معاهم
وفعلا وريتها المقبرة بتاعت جدها وقالتلها ده البيت الى جدو قاعد فى دلوقتى وقالتلها دى الباب الى دخل منه جده للجنة وكانت بتحاول تبسط للبنت التصورات عن الموت والحياة التانيه بابسط صورة ممكنه
وبعد مرجعو البيت لقيت البنت وهى مبسوطه وفرحانه انها شافت بيت جدها واذاى راح الجنة فضلت تقول لماما عارفه يماما انا لما كنت عند بيت جدو الجديد شوفته واقف مع ناس كتير ولابسين ابيض وقعد يشاورلى ويضحك وكنت مبسوطه اوى
فالام اتخضت اكتر وحست ان حتى الحل ده مجابش مع البنت وانها مازالت بتتخيل حاجات مش موجوده فقالت لا انا لازم اشوفلها شيخ ولا دكتور حد يقدر يتصرف معاها
وفعلا عرضتها على شيخ معرفة ولما حكيناله قال البنت دي مخضوضة وصحيت على الصوات وده خلااها تبقى مهزوزه نفسيا اقرولها قرأن كتير وهي هتهدا وترجع زي الاول
وفعلا الشيخ قرالها وكلنا بقينا نقرالها والموضوع راح منها خالص لفترة كبيرة لحد مكبرت وبقت فعمر الزهور 16 17 سنة
وكانت بتحلم احلام غريبة ولكن الغريب فى الاحلام دى كلها والمشترك ان احلامها كانت بتتحقق بعدها بفترة كانت احلام تنبؤية
وكنا بنضحك عليها فالاول وبنستهتر بيها او بنقول انها مجرد صدف وحصلت ونقولها يا شيخة نجلاء وانتى اصلك مكشوف عنك الحجاب
ولكن مكناش نعرف ان ده ممكن يكون بجد وحقيقي .
وبعد كده راحت البنت هى وابوها كذا مره عند بيت جدها يزورو جدتها فبابا وصلها لاول الشارع وكان بين البيت والشارع خطوات وعطفه صغيرة ومكنش فى اى خوف عليها وقالها الاب انه هيروح يشترى علبة سجاير من الكشك وجاى
فلقيت واحد واقف على باب البيت وبيندلها وكان زي بابا بظبط وبيقولها تعالى
ولما كانت هتروح للراجل ده لقيت باباها كان جه من وراها ومعاه علبة السجاير
ولما البنت استغربت وسئلته هو انت يبابا مش كنت واقف هناك قدام بيت تيتا اذاى رجعت من ورا تانى ؟.
فالاب قالها يبنتى انا مش لسه كنت معاكى هنا وقولتلك استنيني هنا عقبال مجيب علبة السجاير وارجع فالبنت استغربت ولكن محبتش تحكيوحست بشعور غريب انها بتشوف شخصيات تانيه للبشر شبهم وبنفس ملامحهم
والمهم لما روحت عادى ومفكرتش فى الموضوع اوى يمكن ده كان الحل الوحيد للهروب من الموضوع انها متتعمقش فيه
وكانت دايما لما بتنام زعلانه تحس ان فى صوت حد جنبها وتصحي من النوم متلاقيش فى عينيها دموع ومفيش حد جمبها بيعيط وتستغرب اكتر لما تلاقى اثار دموع على الملايه
والمهم انها كبرت اكتر واكتر لحد متخطبت والموضوع فضل ملازمها والامور مشيت عادى وحياتها كانت طبيعية الى حد ما
لحد متجوزت وفى ايام جوازها الاولى شافت واحده قاعده جمبها فى السرير وشبهها بظبط ولكن المره دى مكنت ظاهره بلون اسود وبشعر فاحم السمره ولكن كانت بشعر اصفر وعينيها بتبرق وكانت جميلة قاعده جمبها على طرف السرير
وكانت لما جوزها يضطر يبات فى الشغل او يقعد فى السرير ويتاخر كانت بتحس ان فى حد معاها فى الشقة وانها مش لوحدها وان فى حد ماشي وراها حاسه بيه بس مش شايفاه.
ومره حلمت بكابوس ان فى واحده عايزه تاخود جوزها منها وتموته وقامت تصرخ من نومها وجوزها قام مخضوض وحاول يستفهم منها فى ايه فحكيلته الكابوس وبافظع تفاصيله بما فيها تفاصيل قتله وموته الى هددتها بيها
ولما حكت الكلام ده لاخوات جوزها وكانو اكبر منها وادري بنزوات الشباب وشطحاتهم الفكرية
فقالولها ان ده بسبب الحسد والحقد وان اختها كانت بتغير منها وحاولو يفسرو الموضوع زي مهما كانو فاهمينه وحسينه
المهم انه فضلت على الحال ده لحد محصلت حادثه لابن جارهم وكانت هى مصاحبه امه مصاحباها جامد وكانت مره وهى بين الصحيان والنوم على الساعة 2 3 الفجر وشافت ابن جارتها الى توفى فحادثه وكان عمره ساعتها 7 سنين كده وكان ده عمر الوفاة والحادثه الى حصلتله
والولد ده طلب منها انها تزور امه فقامت من النوم مخضوضة وبتقول بسم الله الرحمن الرحيم هو ايه الى بيحصلى ده
وولعت النور وقعدت تفكر شوية طب انا يارب الى شوفته ده حلم ولا حقيقة ومين الطفل ده ولا ده شبح ليه ولا ايه بظبط
وجت تانى يوم ووسمعت فعلا كلام الطفل وراحت لامه وفعلا لما راحت لصاحبتها
انا امبارح فعلا كنت ناويه ابعتلك اى حد عشان تيجي تقعدي معايا واحكيلك شوية
انا برتاح معاكى وبحس انى بتكلم معاكى من قلبى وبتحسي بيا.
فابتتسمت نجلاء بحزن وهدوء وقالتلها مانتى فعلا بعتى بدون متحكيلها الحلم عشان متقلبش عليها المواجع وهى مصدقت تنسي الحادثة ولانه كان حادث صعب يبنتى وكان قريب من فرح
ودايما يبنتى الاحزان الى بتيجي قبل الافراح دي بنحس بيها جوانا اكتر من اى حزن بنحس انها التمن الى لازم ندفعه مقدما عشان نفرح
والمهم انها بعدها بفترة حلمت انها هتحمل وهتجيب بنت وفعلا ربنا رزقها ببنوته جميلة وبعدها بشوية حلمت انها هتجيب ولد وفعلا ربنا كتبلها تترزق بولد والحمدلله ملو عليها حياتها ونسوها كل حاجه وقطعو عنها الخيط الى بيوصلها للعالم الاخر عالم الرؤي والعرفان والتبواءت نسيت كل شيء او بتحاول تنسي وبطلت تحلم يمكن لانها مبقتش تنام اصلا
ولكن مازال كل فترة بنسمع منها احلام ورؤي وبتتحقق فعلا مازال كلامها ليه صدق غريب وتاثير عجيب على النفوس ودايما بتحكي لامها الحكايات دي وامها تقولها متحكيش لحد يبنتى دى هبة من عند الله وربنا بيرزق كل واحد على قد نيته وصفاء بصيرته
فالجدة تقول والنبى يبنتى خالتك حكتلى كل الكلام ده قولتله اعمليلها حجاب وحطيهولها فصدرها ده بنتك غلبانه ومش وش بهدله ولا خيله كدابه
فبنات الجدة يسئلو امهم وهما مستغربين من العالم الى فتحتهلهم عالم من الاحلام والتبؤات من الاوهام والخرافات الى ممكن تغير العالم
قالولها وهو حقيقي يامه انه ممكن حد يموت ينئبك بحاجه هتحصل او يعرفك بالمستقبل ؟
هو حقيقي ان الميت بيحس بالحي وبيدري بحاله وهو فقبره ؟.
فترد الجدة والله يبنتى فعلا الى حصل من ده كتير وعلى رأى المثل الى يدراه الميت ميدرهوش الحي وانا عن نفسي حصلتلى من الحاجات كتير يامه يبنتى
وهبقى احكيلكم عليها بعدين وقامت الجدة وراحت على اوضتها تاخود راحتها فى النوم وسابت بناتها مع بعضهم يتحادتو على الى قالته الجده.
يتبع..