قصص تليجرام

بيت الجدة الحلقة التاسعة (توأم الروح)

بيت الجدة الحلقة التاسعة (توأم الروح)
فترد البنت الكبيرة بعد مسمعت كلام امها عن ابوها وافتكرت كلام جوزها وهو بيحكيلها عن تجربته مع عالم الاشباح
وقصة اخوه التؤام .
فبتقول جوزى كان بيحكيلي ان كان ليه اخ تؤام وكانو هما الاتنين عندهم 10 سنين وكانو متعلقين ببعض جامد
ومكنش في الا بس الى صبيان وكان باقى اخواتنا بنات بنت اكبر وبنت اصغر
وكانت شقتنا واسعة وكبيرة فى وسط القاهرة فى حي شبرا وكان ليا انا واخويا اوضه خاصة بينا وللبنات كان ليهم اوضة
وطبعا كل ده  غير اوضة بابا وماما
والشقق زمان كانت واسعه وشرحه وبرحه مكنتش ضيقة ومكتومة زى بتاعت الايام دى
وحتى السقف كان دايما عالى والشبابيك كبيرة والبيبان كبيرة وكنت بحس دايما حتى لما كبرت انى صغير واقصر من طول السقف بكتير.

وفى يوم امى كانت مشغولة فى المطبخ ووالدى كان فى شغله واختى الكلية كانت فى كليتها واختى الصغيرة فى اوضتها بتلعب بعرايسها
وانا واخويا كنا واقفين فى البلكونه وبنتفرج على الى رايح والى جاى فى الشارع من الناس وكنا بنضحك مع بعض عليهم
وفجاءه اخويا طلب منى اجيبله مايه يشرب ولما استغربت وقولتله طب متروح انت وتجيب
قالى معلش اصلى بتفرج على الراجل الى فى اول الشارع شكله غريب  وعايز اشوف ايه حكايته
وفعلا لما بصيت انا كمان على الراجل لقيته شكله عجوز وشعره ابيض ودايما شبه باصص لفوق ناحيتنا
وانا حتى حسيت وقتها بخوف من ناحية نظرات الراجل ده ولما حاولت اخبى شعورى بالخوف وجريت على جوه اجيب لاخويا المايه وانا فى المطبخ واول ما امى سئلتنى ايه الى جابك هنا وعايز ايه
قولتلها معلش اخويا سامح عطشان وجيت اجيب مايه مانتى عارفه حر الصيف 
ولسه بتاولنى ازازة المايه سمعنا صوت هبده قوية فامى قالت بفطرتها يا ساتر يارب هو ايه الى هبد جامد كده
تعالى يبنى نشوف فى ايه.

اول ممسحت المايه  الى وقعت على هدومى من الخضه وجرينا نشوف فى ايه
لقينا اخويا مش موجود فى البلكونه ولما طلعنا نبص لقيناه واقع على رصيف الشارع ومفتح عينيه على الاخر وباصص للسما
امى فضلت تصرخ وتصوت بشكل متواصل وجرينا على تحت نشوف ايه الى عمل فيه كده
ولما حطيت ايدي على قلبه حسيت بيه لسه بينبض ونفسه كان طالع بهدوء كنت حاسس بحرارته على ايدي
افتكرناه لسه صاحي وفى امل انه يعيش
اتصلنا بالاسعاف وعقبال ما جت كان لفظ انفاسه الاخيرة وامى جاتلها هستيرية صراخ وهى شايفه ابنها بيموت قدامها وانا مكنتش قادر اعمل شيئ وفضلت ساكت ومش مصدق الى بيحصل حواليا
وبعد مالاسعاف جت ومرضيتش تشيلو بحجة انه خلاص توفى فاضطرينا عشان الوقت كان ليل نطلعه فى شقتنا ونيمناه على السرير بتاعه لحد بكره الصبح لما تخلص اجراءات الغسل والدفن
وكل ده حصل جواه شقتنا.

فات اسبوع او اسبوعين واحنا حاسين بحزن وكأبه شديده واثار دمه مازلت بشوفها كل مطلع على البلكونه واحس ان الرصيف اترسم عليه ملامحه او بقا بورتريه عليه صورة المرحوم
ولما جه الاربعين وكنت فى كأبه شديده وطبعا كان فى ناس كتير بيواسونا من قريبنا ومن الجيران ومنهم الى كان بيبات معانا عشان يخفف عننا وينسينا الحزن والكأبه وعن امى المسكينه والمحسوده على التؤام والى بقو واحد خلاص
وبعد مالاربعين خلص وكل الناس دي مشيت وفضى البيت علينا
كان من الطبيعي ان كل واحد يرجع لروتينه الخاص اخواتى البنات فى اوضتهم وانا فى اوضتى الى كنت بشارك المرحوم فيها وبابا وماما فى اوضتهم
وكان من عاداتنا اننا ننام بدرى ونصحي بدرى فكان البيت كله بيبقى صامت على الساعه 9 بليل
وفى الاول كلهم كانو بينامو والدنيا بتهدي وتسكت وانا صاحي ومش قادر انام من التفكير فى اخويا التؤام
وانا نايم فى سريري وبفكر فى واعيط
لقيت اخويا قدامى وكأنه لسه حى ولسه شايفه بنفس ملامحه بظبط
بيبص ليا ويضحك ويبتسم وجه على سريره وراح نام واتغطى
فانا قمت من مكانى مفزوع وجريت عليه وشيلت الغطا وفضلت اصحى فى اخويا سامح لحد مشديت البطانيه
ملقتش شيئ متغطي بيها.

انا خوفت وفنفس الوقت مرضتش اقول لاهلى عشان مفكرهمش باايام الحزن ومعرفش اذاى قدرت انام بعدها والصبح
روحت مدرسى وكأن شيئ لم يكن وبردوا مرضتش احكى لحد من اساتذتى او زمايلي عن الى حصل عشان ميفتكرونيش مجنون او يترايقو عليا
وكالعادة مر اليوم ولما رجعت وريحت وجه وقت المذاكرة وبقلب فى كتبى استعداد لمذاكرتها لقيت فى الكراسة
كلام غريب .. انا مش هسيبك
عملت نفسى مش مهتم وان ده ممكن يكون اى حد كاتب الكلام ده ورغم انه خط المرحوم الا انى كدبت عيونى وقولت يمكن كان كاتب الكلام ده لحد  تانى قبل ميموت او حتى ليا بضحك
وقفلت الكراسة وقولت بلاش مذاكرة انهارده يمكن يكون مودى بس الى مش كويس ورجعت كتبى مكانها وروحت استعداد للنوم
وبعد فعلا مدخلت السرير وبدائت احس بنعاس سمعت صوت باب البلكونه بيتفتح بصوت عالى وفي صوت شئ بيتهبد فى الارض بعدها علطول واول مجريت اشوف ايه مصدر الصوت ده لقيت اخويا وكأنه متحركش من لحظة الحادث ولسه واقع على الارض وعينيه جاحظين وباصص للسما زى ما هو.

اول مشوفت المنظر ده اترعبت وقعدت اصرخ وفقدت سيطرتى وتوازنى وجريت على اوضة بابا وماما اصحيهم واقولهم على الى شوفته بعيني صحيو يحضنوني ويستفسرو منى ايه الى حصل
ولما قولتلهم جم معايا على البلكونه وبصو ملقيوش حد ففضبلو يطبطبو عليا ويقولولي معلش اننت بس اكمن الحادثه لسه ماثره فيك والبلكونه يمكن يكون فتحها حبت هوا ولا حاجه والهبده ممكن يكون حد من الجيران وقع في بيته حاجه
صدقتهم وانا عندى امل يكون كلامهم صح رغم انى عارف انه مكنش فى اي هواء فى اليوم ده ولا حد من جيراننا صاحي كل جيراننا موظفين وبينامو بدرى بما ففيهم ابويا
فامى عشان تنسيني بدائت تنقل كل كتب ولبس وحاجة المرحوم فى اوضتهم ودولابها وسريره اتفك على امل انى انسي بعد مده يحصل
وبعد مشالت كل حاجه وجت تانى يوم تبص فى الدولاب بتاعها ملقيتش اى حاجه من الى نقلتهم لا لبسه ولا كتبه وكراريسه كلها كنت موجوده فى دولاب اخويا  والسرير الى فككناه موجود زى ماهو فى اوضتنا
فلما صحيت وسئلت ماما هى ليه رجعت السرير والهدوم والكتب هنا تانى فبصت لبابا وقالتلى انا الى رجعتهم معلش عشان ملقتش مكان تانى فاضى ولما افضى مكان هنقلهم تانى.

وكان اخويا شديد الشبه وده طبيعي بين التؤام ولكن الشبه ده مكنش فى الشكل وبس بل حتى فى الصوت وفى الطباع
وكان من الصعب ان حد يقدر يفرق بينا او يميزنا حتى اهلى كانو بيحتاجو اننا نقولهم انا فلان عشان يقدرو يعرفو
ومره اصحابي بعد الحادث قالولى احنا شوفناك من كام يوم وكنا بنلعب كوره وندهنالك تيجي تلعب ولكنك كنت واقف ومبتنطقش
قولنا يمكن من زحمة الشارع وكان الوقت بعد العشاء فقولنا يمكن  مش شايفنا
ولكن الغريب انك كنت باصص ناحيتنا ومركز اوى
فلما رديت عليهم وقولتلهم انا امبارح منزلتش خالص كان عندى دور برد وكنت نايم
فبصولي بدهشه واستغراب وقالولي يمكن يكون اخوك سامح
انا زعلت وحسيت انهم بيترايقو عليا  ولما طلعت اوضتى وانا زعلان وحاولت الهى نفسى بقراية كتاب او حتى اذاكر ولما فشلت وكبس عليا النوم واتغطيت وبدائت انام لقيت الغطا بيترفع من عليا
وسامح قاعد على طرف السرير وبنفس النظرة وبنفس الابتسامة.

المره دى انا مخوفتش منه وكنت حاسس انه المره دى بجد حي مش مجرد تخيلات وحسيت بفرح انه لسه حى
وبدائت احكيله على الحاجات الى حصلت وهو مش موجود عن اصحابي وعن المدرسة وعن المدرسيين وعن استاذ امين الى كان بيحبه وفجاءه اتفتح باب الاوضه ودخل والدى وولع النور  وقال انت بتكلم مين يا اسامة
فقولتله وانا حاسس ان الامور عاديه جدا وطبيعية جدا انا كنت بكلم اخويا سامح يبابا وبحكيله عن يومي
فابي استغرب وجه قعد جنبي وبدء يقرالى قرأن ويطبطب عليا وكان حاسس وكأن الى حصل بذنبه
وقرر انه يبات معايا انهارده وقالى انا هاجيب مخدتى واجى انام معاك يا اسامة
ولما حسيت انه  شايفنى مجنون قولتله لا يبابا انا مبخافش قالى لا انا هبات بس معاك لحد الصبح عشان تعرف تنام وعشان وحشنى النوم معاك
اتارى بابا وماما كانو بيشوفو من الحاجات الى بتظهرلي ده كتير ومكنوش بيرضو يقولو عشان الناس كلها متتهمهمش بالجنون والخرف وسمعت اخواتى البنات تبقى ولاد المجانين
وكانو مقررين اننا هنعزل من الشقة خلاص بس كانو مستنين العام الدراسي يخلص عشان اجراءات النقل تكون اسهل
وكل مطلع او انزل من على السلالم الاقى طالع ونازل معايا واحس بطيفه ورايا دايما وهو هو بنفس شكله وملامحه وطوله
وكنت ساعات بحكي لبابا وماما على الاوقات الى بشوفه فيها وساعات لا
وبعد مالعام الدراسي انتهي وكان والدى قدر يوصل لشقة فى مكان تانى خالص عن هنا مكان بعيد عن وسط القاهرة مكان فى جنوب القاهرة.

ولما نقلنا ماخدناش اى حاجه من محتويات اخويا معانا ولحد انهارده معرفش امى ودتها فين ..
وجبنا عفش جديد وكل شيئ كان جديد فى الشقة
وتمر الايام وكبرت واتخرجت واختى اتجوزت وكنا نسينا كل الى حصل ده ولكن كان دايما عندى حنين انى اروح عندى العمارة الى كنا ساكنين فيها واشوف المكان الى اخويا كان واقع فى والمس الرصيف الى اتغطى بدمائه فيوم
وعرفت بعدين من بواب العمارة عم زكي وهو عشرة عمر ان الشقة مبتتسكنش اكتر من شهرين تلاته والسكان بيرجعو العربون وبيمشو يا استاذ اسامة
وكنت ببقى مبسوط وانا بسمع كلام عم  زكي واقول احسن عشان لما اتجوز اجى انا اجرها واعيش هنا وارجع ذكريات الماضى ولانى كنت بحس نصى التانى مدفون هنا
وان روحي بتطوف حوالين العمارة . ".

ولما انا سئلت جوزي وقولتله يالهوى يا اسامة هى الشقة دى الشقة الى اخوك مات فيها ومتقوليش كل ده
قعد يضحك وقالى لا لا لا
قالى انا فعلا حاولت ارجعللها ولكن اهلى موافقوش اسكن فيها وقالولى الشقة دى مش ملائمه لحياتك الجديده
الموضوع ده فات عليه 20 سنة ولحد انهارده بحلم بيه ووبحس بروحه وانفاسه معايا لحد انهارده
وفعلا التؤام ده ملتصق بيا روحيا .
الجدة ترد على ابنتها وهى تضحك وتقهقه اوعى يا حزينه جوزك يقولك تسمى الواد سامح لحسن روحه تلبس الواد وتظهرلك انتى كمان
الكل بيضحك والكل حزين على مأساة سامح واسامة فى حياتهم ومماتهم.
 
يتبع..
 

قصص تليجرام