قصص تليجرام

عيون خلف النافذة (الجزء الاول)

عيون خلف النافذة (الجزء الاول)
يس الابن البار لوالديه والمطيع لهما بصدق يندر فى هذا الزمان الابن الذى كافح من اجل ان يكون ثروته الخاصة ويبنى حياته الخاصة لم ينتظر معونة ولم يطلب من احد سوى الدعاء.

ياله من فتى شاب حقيقي قدوة اتمنى فيوما ما ان يكون ابنى مثله ولكن هذا الفتى الذى اطاع اهله وبرهم اراد ان يكمل نصف دينه ويكون عائلة وتكون له شريكة لحياته احب تيسير جارته والتى تسكن فى الشقة المقابلة لشقته فتاة قليل هو وصفها بالبهاء وجلى هو صوتها العذب.

هى جميلة كفايا هى تتمناها السيدات عروس لابنها او ان تلد فتاة تكون عذراء وممشوقة القوام تيسير تملك من العيون ما يوصف بانه عيون غزلان وقوام  يشبه زوجة السلطان تلك الملكة التى رأها احمد فى صورة الحائط وكان يستعجب كيف يقولون اهله ويصرحون بحبهم للملكة وينسون ان بجوارهم ملكة لقصر اخر وتنتظر فقط من يطلب يدها.

ان فتاة صبورة وانتظرت حتى منتصف العشرين ولم تشتكى ابدا ولم تشعر بانها مثل الاخرين سوف تكون  عانس
كانت تعلم جيدا ان الله سيأجل لها نصيبها ليكون قرة عينها ويكون خير لها مما كانت تريد ولم تكن تعلم ان النصيب سوف يجمعها باقرب الناس لها وسيجعله قريب ايضا لقلبها لم تكن تعلم ان هناك من ينظر اليها وينتظرها بالساعات كانت هى ساعته الخاصة التى يضبط مواعيده بالنظر اليها.

 كانت تقف كل يوم فى البلكونه وتقوم باعمال المنزل ولا تعرف ان هناك عينان خجولة تتمنى ان تنظر الى عيونها ان تحضنها بشفتاه المبستمة ان تقدم بدلا من المال روحها فدية لتلك العيون.

 وفي يوم ما عندما اشرقت الشمس كعادتها ودعت الخلائق ليذهبو لاعمالهم خرج احمد ولكنه وتبعا لطقوسه اليومية خرج ليدعى الاستجمام ولينال قسطا من الهواء فى البلكونه جلس بالقرب من حائط البلكون وفى يدى كوب صغير من الشاى
ينظر الى العالم من حوله وهو مليئ بالكثير من الهموم او حتى من الافراح.

 قال فى نفسه " رباه ان عالمك واسع جدا ولكنى اطلب منك ان يكون لى عالمى الصغير "
وسبقته عينه الى البلكون امامه نظر وتأمل كل حجر زين شقة من احب انه فى حالة من التأمل لا يفهمها الا العاشقين يحبون ويهون كل شيئ يقربهم ممن احبو.

 ولم يكن يعلم ان الاقدار كريمة وان الله سيعطيه مناله وفى لحظة فارقة خرجت فتاته وهى تحمل الكثير من الملابس وتريد ان تنهى عملها قبل ان تستيقظ الام وتوبخها كعادتها فى تلك اللحظه تجمد جسد احمد وتشبثت يداه فى ماسورة البلكون لم تكن تلك المرة الاولى التى يراها ولكنه المرة الوحيدة التى لم يستطيع فيها ان يخفى مشاعره كانت مشاعره طاهرة نقية لم تغطيها هموم العمل ولا التفكير فكيف استطيع ان اطلب يدها.

كان لتوه مستيقظا من النوم وكان ايضا يكمل حلمه الذى حلم به وهو ان يراها وكان مفجوعا ان يرى حلمه يتحقق وان يرى حبيبته
وللحق كانت هى ايضا تنظر اليه فى استحياء وتتمنى لو لم يكن موجوده حتى تختفى حمرة خديها كانت تشعر ان هذا الطقس النهارى ليس طقسا عاديا.

كانت تعرف ان الانسان يمكن ان يمل ويكره ويسئم من كل شيئ يفعله مهما كان الا الحب يتحول الملل فيه لعشرة وقرب اكثر فاكثر
كانت تعرف ان اقترابه من البلكونه هو اقترابه منها على حياء وطلب مستتر ان يأتى ويطلب يدها كانت تقوم باعمالها الدورية وهى تدعى انها فتاة ميكانيكية الحركة وتمشى تبعا لاوامر امها
ولكنها لم تفلح فى سد على الاقل تساؤلات نفسها
" ترى لما هذا الفتى هناك كل يوم ؟. "
" لماذا يجعل بيتنا قبلته ؟. هنا الكثير حولنا مما يستحق النظر "
لم تكن تعرف انها مركز الارض بالنسبة له وانها العقرب الذى يحرك ساعته
انها فتاة تعطى للجو من حولها عطر خاص
وعطور العذاري هى اندر واكثرها انتشرا فى البقعه ...

يتبع

اكمل قراءة الجزء الثانى الان من هنا

عيون خلف النافذة (الجزء الثانى)

قصص تليجرام