قصص تليجرام

عيون خلف النافذة (الجزء الثانى)

عيون خلف النافذة (الجزء الثانى)
لم تكن تعلم انه الان يتأمل ويصوم حتى عن الكلام يظل يراقبها وهى تنشر الغسيل وتعطي حباله الوانه جديدة ومليئه بالحياة .
حاول ان يجمح مشاعره وان لا يهلل لها بيديه وحاول ان يثنى نفسه عن التفكير فيها ولكن كيف يا هذا ان قلبك قد سلب وسرقتك منك والهواء من يشهد على هروب روحك دخلت الفتاة واغلقت النافذة خلفها ببطئ حتى تستطيع ان ترى ملامحه وهى تنكمش وتنطوى مثل الجمبرى  يشوى ببطئ وهدوء نظرت الى عينه وهى تبتئس وحواجبه وهى ترتخى وتحزن وفمه وهو يفتح يحاول ان يودعها فى صمت يقول " وداعا من احببت".

بدائت تشعر بقلبه يقطر دموعا من الدم ولسانه معقود حول نفسه دخلت وحتى النور الوحيد الذى يرشده على مكانها اطفئت ولم يبقى سوى ذكرى من الهدوم المنشوره ترفرف مع الهواءوحتى هى تجف مع الوقت وتفقد رطوبتها وحيائها تصبح ملائمه لان تلبس طاهرة تمنى ان يتحرك الوقت وان تأتى لتقوم بلم الملابس ولكنه كان يعرف ان شمس الضحى لن تجعل الغسيل يجف بسهوله وكان يتمنى ان تدفعا اى ضرورة او سبب لان تخرج حتى لو ان يزعق بصوته حتى تشعر بخضة وتخرج لترى ماذا يحدث بالخارج
كان سيقول ان عقربا لدغه وذهب ومضى فى طريقه او ثعبان سمه وتركه لمفعول السم يسري فى دمه ويميته ببطئ هو يموت وهو يراقب عن بعد ويتمنى ان تنتهى ساعات الانتظار وان يدخل هذا البيت الذى عشق اطرافه واسطحه الخارجيه ان يمضى الى داخله مثل الذباب حتى ليراها ليتلمس جسدها ليراقبها عن بعد ليعترف لها بحبه الذى اضناه كثيرا وظروفه التى تحجب وجهها ووجه عنها
نظر الى اسفل وهو محبط ومحطم وقلبه يعتصره الالم.

وما اشد الم الفقد وفقد الحبيب وبعده عن محبه لم يكن يعرف ان هناك من تراقبه من تنظر اليه من خلف الشيش من كانت تهتم لامره كما اهتم لامرها وتريد ان تعرف اخباره كما هو يريد ان يعرفها ويطمئن على حالها بل يريد ان يسمعها وينصت ويتمزج بانغام صوتها لم يكن يعرف انه مراقب وانه فى اختبار صادق وظل يظهر صدق مشاعره وعواطفه وانه مازال يحبها حتى وان اطفئت النور ورحلت من الكادر امامه مازال يتذكر تسريحة شعرها ومازال يحاول ان يرسمها على ورق ابيض حتى وان كان فاشلا فى الرسم.

مازال ينظر الى برائتها ويتمنى لو استطاع ان يضحك ويمرح معها ولا يمل ظهرت على وجهها البريئ ابتسامة نقية لم تعرفها من قبل وهى فى عز شبابها فتاة تنضج مشاعرها الان وتشعر لاول مره بوخز الحب وبالالام الفرقه ان عينها تراه وتحاول ان تعزيه بنظراتها البتولية والستارة لا تخفى الا وجهها ولكنها لا تحجب رغبتها فى ان تحضنه ولكن فجاءة تنادي امها وتسئل 
" انتى فين يبت؟. واتاخرتى كل ده ليه ".

تصعق الفتاة وتشعر ان احد ما رش على وجهها الناعم ماء بارد ليقظها من حلم جميل ويبشرها بيوم عمل طويل لم تكن تعلم ان سهم الحب اخترقها وانها تترك طفولتها وتصبح ناضجة كفايا حتى تشعر مثلما تشعر النساء جميعا بالحب والحنان يا له من شعور جميل ان يلتقى العشاق فى احلامهم وامنياتهم ان تجمعهم رغبتهم فى ان يلتقو وان ينشدو نفس المصير والحياة ويتمنوها رحلت الفتاة عن البلكونة وودعت بايديها الصصغيرة الستارة اصابعها تمشى على الستارة وتخدشها باظافرها الصغيرة لا تريد ان تترك هذا المكان
الذى شعرت فيه لاول مرة انها انثى وان لها حق فى الحب وان هناك من ينتظرها على الجهة المقابلة ويود ان يودها ويطيب خاطرها.

تمت

قصص تليجرام