قصص تليجرام

بيت الجدة الحلقة السادسة (ست البلد)

بيت الجدة الحلقة السادسة (ست البلد)
وفى نفس القعده الام فضلت تكمل لبناتها حكاياتها وكانت بتنوع بقصص من هنا وهناك فقالتلهم وهى ماسكه كوباية الشاى ولا احكيلكم حكاية حنتكم ست البلد وضحكت لما شافت فى عينيهم الخوف والرعب
فبنتها الصغيرة بصتلها بذهول وقالتلها مالها دى كمان ياما ؟!.
فقالت الجدة الام ليهم
انا يبناتى كان عندى خالة اتجوزت فى العجازية هى بلد كده عتمة ومتطرفه بعيد عن العمار
ومليانه قتالين قتله وسفاحين.

وكان دايما حكاويهم هناك كلها عن القتل والقتال والارواح الى بترجع تنتقم من الى قتلوها
وخالتى ست البلد
فبتقاطعها بنتها وتقولها هما ليه سموها ست البلد ياما
فترد الجدة اصل ابوها كان شيخ البلد وكان راجل ليه كلمته على الناس
فسماها ست البلد عشان الكل يعرف قيمتها وهى بنت مين ويحترمها
المهم يبنتى كان عندها واد وحدانى على اربع بنات كان اسمه عوضين وكان شاب طول بعرض
ويشرح القلب وجمال الدنيا فيه.

وفيوم يبنتى لقيوه مقتول بفاس ومرمي على وشه فوسط الغيط
كانت ست البلد هتتجنن فيها وتعيط وتشلشل وتصوت وتلطم
وبعيد عنك يبنتى زمان كانت طقوسهم فى الاحزان زى دلوقتى والعن
كانو بيدهنو خلقاتهم بالزهر ويكبو على وشوشهم وشعرهم الطين والتراب
حزانى على امواتهم
متعرفيش يبنتى ده من الحزن ولا من الجهل والفلح
وكانو يعملو كل  يوم زى حلقات الذكر تلم النسوان حواليها ويقعدو يعددو على الميت ويندبوه ويصوتو عليه
ومكانش فى راجل يقدر عل كل الستات دى ويعرف يسكتهم
والمره دى فجعتهم كانت كبيرة لان الميت كان شاب ابن العشرين ملحقش يدخل الدنيا لسه
وامه ست البلد كانت بتحبه وبتراعيه وبتعامله ولا ولاد الملوك.

والمهم انها كان عندها اراضى كتيرة ورثتها عن ابوها شيخ البلد فكانت تبيع الفدان من دول بمية جنيه
وتأجر ناس يقتلو اى حد هى تشك فيه انه كان السبب فموت ابنها
يقتلوه ويقطعو راسو ويجيبوهالها فى قفه
عملت كده يبنتى واذت ناس كتير وقتلت يجي 10 رجاله عشان شكت فيهم انهم قتلو ابنها
ففمره حكت وقالت انها متابتش عن كل الغواير دى الا لما ابنها جالها وقالها ياما كل الى قتلتيهم دول براء من دمى
واحنا كنا فاكرين واحنا صغيرين انه جاها فى المنام
انما هى قالت انه جالها وش لوش وقالها الكلام ده زى مانا بحدثكم دلوقتى
فيظهر يبنتى ان من الفجعه عقلها راح منها.

وكان ليها بنت تانيه اسمها زاهية بعيد عنك ولع فيها البابور واتحرقت وماتت هى الاخرى
ولفت الايام وعدت السنين لحد مامى مبروكة كانت زعلانه مع ابويا وقالت لما اروح عند خالتى ست البلد
ابيت عندها
فدخلت عليها الدار لقيتها قاعده فى وسط البيت وبتعمل اكل
فلما امى سألتها بتعملى ايه يا خالتى
فقالت لامى ده جايبينلى من البلد فران غيطي وانا مقطعاهم ومرنخاهم فى المايه والملح وهعمل عليهم ملوخيه
راحت امى من الصدمة سكتت وسهمت ومرديتش ترد عليها
ولكن احنا يبنتى مكناش بنعمل الاكل ده ولا حتى بندوقو
انما فى الحتت الى زى العجازية كانو بيكلوها زى الفراخ عندنا او الانارب
المهم امى فضلت تعيط وتشتكيلها همها
لحد مقالتلها حنا ست البلد خلاص باتى معايا ومتروحيش قبل باكر لما نشوفلك حل
المهم قالتلها خشى نامى يوجيده انتى وعيالك العيال تعبو من السفر والطريق
والصباح رباح يبنتى.

المهم هى خلصت الطبيخ الى كانت بتطبخه ده  وطبعا الليل كان ليل ومكنش عندها فى بيتها كهرباء
كانو عايشين على اللمض الجاز المهم بعد شوية وبعد منمت قلقت وعيني فتحت واحده واحده
وسمعت صوت حد بيتكلم فصحيت ولقيت خالتى ست البلد بتكلم واحده ست
فقعدت اسمع هما بيقولو ايه يمكن افهم مين الى واقفه معاها دى
وطافيين اللمضه ومش باين منهم حاجه الا السواد وسامعه الكلام وبس
فلقيت ست البلد بتقول ده بنت خالتك وجيده غضبانه من جوزها وجت تبات عندى
واهو عندك الاكل تحت الوبور لو جعتى طلعيه وكلى
فانا اتلبشت على السرير ومش عارفه انطق ولا كلمة ومن الرعب مسكت عيالى فحضنى
ومش قادره انده لخالتى ست البلد اسئلها مين دى
وبعد كده لقيت ناحية الفرن حاجه هبت والعة والنار تطلع لفوق وتهبط تانى فى وسط الضلمة
ورجلين زى رجلين المعييز رايحه جايه فوسط البيت.

وطول الليل على هادا الحال لحد مالفجر كان هياذن وكانو بيقرو قرأن قبله
لقيت حاجه هاجت وهيجت معاها الطيور والوز والبط وكل الطيور عماله تكاك
وفجاءه  لقيت الباب البرانى بيتفتح ويتقفل بهبده جامدة
وبعديها يبنتى الفجر اذن ولقيت ست البلد قاعده على مقعد قدام الطرمبه وبتشمر عشان تتوضى وتصلى الفجر
وراحت جايانى وقالتلى انتى عايزه حاجه يا وجيده وتتفرس فى ملامحى تشوفنى سمعت حاجه ولا لا
فالمهم انى عملت نفسى نايمه ومرضيتش خوفت منها ومن البيت كله
واول مالنهار صبح وشقشق
خدت عيالى على دراعى وخدتهم وطلعت اجرى من غير حتى مقولها انى همشى
وفضلت اجرى واتكفى فوسط الشارع لحد موصلت لبيت ابويا
ولقيت امى كانت لسه صاحيه وبتفطر فى اخواتى عشان يروحو اشغالهم وانا الى جايه عليهم زى الضيف الفجأه
ومتبهدله وهدومي عرقانه مايه واترميت فى الارضية
فضلو يقولولى مالك يبت فيكي ايه وجايه منين ويكبو على وشى مايه عشان افوق ويهزهزوني
وانا مش عارفه انطق.

وفين وفين لما نطقت وحكيت لامى على كل حاجه
قعدت تضحك وتقولى وانتى ايه الى وداكى عندها يا وجيده
هو بيت ابوكي مش مفتوح عشان تغضبى عند ست البلد
ده خالتك يبنتى عقلها زهد من ساعة مبنتها اتحرقت وابنها اتقتل وهى موراهاش شغل شاغل غير انها  شافتهم وبتتكلم معاهم
وكأنهم حيين
وتسئلها الام وتقولها طب انتى سمعتى صوت بنتها ؟.
فترد
ياما انا كنت سامعه صوت حد بيهمهم بالكلام كده مع خالتى ست البلد وهى بترد عليه
وبعدها بشوية لقيت نار تهب وتهبط تخبط فى السقف وتحط على الارض
ورجلين زى رجلين المعييز بتتمشى تخبط بحوافرها فى الارض
انا حلفت منروحش عندها تانى.

فقالت الجدة الكبيرة خلاص يا وجيده متروحيش عندها تانى
وفعلا قعدت فبيت ابويا كام يوم لحد مجه ابوكم وخدنى "
فترد بنتها الوسطانية وتقولها بقا ياما حكايات حنتى وجيده دى كنا بنسمعها ونخاف ومنعرفش ننام طول الليل
ونستنى الفجر يأذن عشان نطمئن وننام
فترد الجدة ودى ايش تكون ده في ياما حاجات اكتر من كده بكتير
فتسئل بنتها وتقولها وهو ياما حكاياتك دى مبتخلصش ؟.
فترد الجدة وهى بتصب الشاى من البراد هو انا بنت عشرين يبنتى دول 70 سنة عشتهم
وكل يوم كنت بشوف وبسمع حكايات شكل
وفضلو قاعدين يضحكو ويقولو مش هننام الليلة دى بسببك ياما
وترد بنتها الصغيرة
والنبى ياما احكيلنا بقيت حكايات حنا وجيده عشان بحب اسمعها
فترد الجدة من عنيا .
 
يتبع..
 

قصص تليجرام