قصص تليجرام

يوم عرفت امى (الجزء الثانى)

يوم عرفت امى (الجزء الثانى)
بدأت منار من أول يوم تقرا عن طرق التربية و كيفية العناية بالأطفال و كانت متوترة خصوصا انها اول تجربة ليها، كانت تهتم بنظافته و أكله و رعايته و كانت دايما مشغولة بيه و كان الطفل واخد كل تفكيرها وكان سعيدة بيه جدا لانها أخيرا بدأت تحس انها أم و بدات تحس بمشاعر الامومة كانت تفرح كل يوم و هي شايفه ابنها يكبر قدام عينيها و كانت فرحتها لا توصف يوم نطق اول كلمة، كانت اول كلمة نقطها هي "ماما" خرجت الكلمة كأنها لحن جميل كانت أحلى كلمة سمعتها منار في حياتها حست ان نفسها القديمة رجعت حست ان شبابها رجع و ربنا عوضها بابن جديد يملا عليها حياتها جزء كانت فقدته منار في شخصيتها كان مفقود و استرجعته في وجود ابنها ساجد.

 و يكبر ساجد و يدخل حضانه و يكون اول يوم من اصعب الايام عليه كان اول يوم يسيب فيه مامته لكنه بعد كام يوم بدأ يتعود و يكتسب صداقات جديدة وكانت امه منار حريصة انها تعلم ابنها و تربيه بحيث يكون مثقف و سوي نفسيا فكانت تلاعبه و تعلمه وبدأت بتعليمه الارقام وهي تلعب معاه كوتشينه واشترت كتاب صغير اسمه "معلم القراءة" و بدأت تعلمه في البيت القراءة و الكتابة وأنهى ساجد فترة الحضانة عارف الارقام للمائة و القرائة و كتابة جمل بسيطة كمان ابوه دكتور سيد مكانش بيسيبه كان دايما ياخده معاه الجامع يصلي و كان الناس هناك دايما مرحبين بيه و بيحبوه و هو كمان كان بيحبهم و يحب يروح الصلاة علشان يقابلهم و دخل ساجد المدرسة و كانت امه معاه في كل خطوة وكانت حريصة انها تعلمه و تفهمه لان الابتدائية هي الاساس اللي هيبني عليها باقي حياته و كمل ساجد الابتدائية و كان الأول على المدرسة وفرح بيه كل معارفه و اهله و في الاعدادية ظهر حبه للعلوم خصوصا الاحياء فاستبشر دكتور سيد انه هيدخل كلية طب وهيكون خليفته.

 و بدأ دكتور سيد يعرف ساجد على الأحياء و جسم الانسان و كان ساجد سعيد جدا انه بيتعرف على جسم الانسان بتراكيبه و تعقيداته و قرر ينمي نفسه في الانجليزي لان المصادر الطبية باللغة العربية قليلة و علشان يقدر يسمع شروحات أكتر و كان اهله مرحبين بقراره جدا و ساعدوه يتعلم لغة انجليزية و يوصل لمستوى متقدم فيها كان ساجد شاب ذكي وطموح يحلم يكون دكتور ناجح زي والده و ينهي ساجد الاعدادية بتفوق و يكون الاول على المحافظة و يكون يوم تكريمه من اسعد ايامه يوم فرح فيه اهله و فرح معاهم و يدخل الثانوية و كله امل انه يحقق حلمه و حلم أهله كان من أول يوم مجد و مثابر و مجتهد كمان كان بيهتم بصحته البدنية فكان كل يوم يجري بعد صلاة الفجر كان كله أمل و طموح و جد و اجتهاد كانت تعدي الايام و الشهور و قدامه هدف واحد انه يخلص ثانوية بدرجة عالية و يدخل كلية طب و نجح في الثانوية بدرجة عالية قدر يحقق معدل 98.5% و أخيرا قدر يلتحق بكلية الطب كان يوم النتيجة مشاعر مختلطة كان حاسس انه فرحان لفرح اهله و ان حمل كبير من عليه اتشال و التحق اخيرا بالكلية كان فرحان جدا.

عارف ان الحلم لسه بيبدأ و انه مطلوب منه مجهود أكبر من اللي كان بيبذله و في يوم قاعد مع اهله بيشكرهم على مساعدته و بيوعد ابوه انه هيكون من افضل الدكاترة و هيساعد الناس وانه ممتن جدا ليهم انهم ربوه و علموه و انه هيكون ابن بار بيهم و صالح قرر ابوه يصارحه و يعرفه انه مش ابنه فعلا و حكاله ان امام المسجد لقاه و هو رضيع قدام الجامع كان ساجد كبير و جه وقت مصارحته و انه هيتقبل حقيقته اللي كدا كدا هيعرفها لكنا كانت في البداية صدمة لساجد زعل بعدها و حبس نفسه في غرفته فترة و قرر يخرج و يشكر أهله دكتور سيد و زوجته منار على تربيته و تعليمه و انهم كانوا اهله الحقيقييين لان الاهل وظيفتهم التربية و التعليم و لو مكانوش أهل حقيقييين فهم وطن ليه و قرر يقابل معارفه في المسجد علشان يعرف منهم احداث اليوم اللي لاقوه فيه وكان امام المسجد محتفظ بالصورة اللي كانت معاه صورة كان يظهر فيها و هو رضيع ومعاه ابوه و امه الحقيقيين و قرر ساجد الاحتفاظ بيها وكان مستغرب ليه أهله الحقيقيين لاقوه وكان دايما يبرر لنفسه انهم كانوا فقراء ميقدروش على تربيته و تعليمه و ان مصيره الحالي مع اهله الحاليين أفضل له وقرر ساجد مواصلة حياته بشكل طبيعي لكنه هيكملها و هو عارف حقيقته هيكملها و كله أمل انه يشوف اهله الحقيقيين في يوم من الأيام.
يتبع..

قصص تليجرام