قصص تليجرام

يوم عرفت امى (الجزء الثالث)

يوم عرفت امى (الجزء الثالث)
كان اول يوم لدخول ساجد كلية طب يوم غريب واحاسيسه مختلطة كان حاسس بفرح انه حقق امله و كان كله امل انه يلاقي اهله الحقيقييين اللي ميعرفش عنهم الا صورتهم و شكلهم من الصورة اللي معاه لكن الكلية كانت حلمه و أمله وقرر انه يبذل فيها اقصى جهده و يتعين فيها ويكون دكتور كبير و معروف وكانت ايامه خليط من الاجتهاد للكلية و الامتنان لاهله و الامل انه يشوف اهله الحقيقيين كان دايما فاكر فضل دكتور سيد عليه و زوجته منار و يعتبرهم اهله الحقيقيين وكان دايما يسأل ابوه دكتور سيد في الكلية و يحضر معاه عمليات و يتعلم منه و يتدرب في مستشفيات و كان كل سنة ينهيها بتقدير ويكون كل سنة من العشرة الاوائل على الكلية.

و في سنة خامسة اهتم أكتر بتخصص الأورام وشاف فيه مستقبله و قرر انه هيتخصص أورام وكان يحضر عمليات في المستشفى و يقرا اكتر و اكتر في التخصص و انتهت أيام الدراسة و كان هو الخامس على الدفعة وفرح انه اجتاز الطريق الطويل من ابتدائي لنهاية كلية الطب يوم ظهور آخر نتيجة لآخر سنة في الكلية عدى قدامه شريط حياته و هان كل التعب قدامه لكن مازال أمله موجود في انه يلاقي أهله وحكى لدفعته و دكاترته قصته و نشر الصورة اللي كانت معاه لاهله لعل و عسى يلاقيهم قبل يوم تخرجه، ويوم تخرجه كان يدور في وشو الحضور لعل و عسى حد من اهله الحقيقيين يكون حاضر كان دايما يدعي انه يقابلهم لكن اليوم انتهى و مفيش حد من اهله الحقيقيين ظهر مكانش عارف يفرح ولا يحزن لكنه اتعود على الوضع اللي عايشه كان عاوز بس يعرف ليه اهله سابوه قدام الجامع كان عاوز يعرف حقيقته و يعرف اسمه، استمر في حياته ونسى مع الوقت أمله انه يلاقي اهله الحقيقيين و رضى بحياته وكمل دراساته و اتم الماجستير و من بعده الدكتوراة و اصبح دكتور أورام كبير و مشهور و قصته اتنست مع الايام.

وفي يوم من الايام و هو ماشي في الشارع ست عجوز وقعت واغمى عليها ونقلها مستشفى قريبه و بعد الكشف و الفحوصات لقى انها مصابة بسرطان في المخ و السرطان واصل لمرحلة خطيرة و دا معناه انها قدامها ايام قليلة او ساعات و مصيرها الحتمي هو الموت فقرر الطاقم في المستشفى ان بروتوكول العلاج هيقتصر على المضادات الحيوية و المسكنات الى أن يتوفاها الله وكان كل يوم دكتور ساجد يمر عليها و يتابع حالتها وبعد خمسة ايام من الاغماء فاقت و قدرت بصعوبه تفتح عينيها و كانت مستغربة هي فين وقعدت تنادي ودكتور ساجد كان موجود بالصدفة فحكالها القصة و هداها و عرفها انها قدامها ايام قليلة او حتى ساعات و تتوفى قالت له انا شايله سر كبير و مش هقدر اخده معايا القبر.

 و قررت تحكيهوله كان السر انها كانت عايشه مع عائلة فقيرة معدمة و اهله قرروا يتزوجوها وكان زوجها راجل حاد الطباع و شديد لكنها مكانتش تقدر تعترض واتجوزته كان كل يوم يضربها و هيهنها وبعد سنة حملت و خافت على ابنها لان كان مصيره بائس و حياته هتكون صعبه فقررت انها تسيبه قدام جامع و تسيب معاه صورة ليها وابنها وابوه و قالت له انها ماسمتوش علشان اللي يرعاه يسميه ويختارله اسمه لكن ابوه كان اسمه علي و ان بعدها بسنة ابوه مات و عاشت هي وحيدة شريدة في الشوارع من غير بيت ولا مأوى فانفجر ساجد في العياط و قال لها انه هو اللي سابته على باب الجامع ووراها الصورة و قالت له انها هي و قالت له انها خافت عليه من الحياة الصعبة وقالت ان ربنا هيرعاه و دا اللي حصل فعلا و انهت كلامها بانها حمدت الله قالت "الحمد لله" وماتت ساجد ماقدرش يتمالك اعصابه وانهار لكنه حمد ربه انه سمع امه قبل ما يموت و يتخلص من ارق معرفة حقيقته و شكر والدته على حرصه عليه و ان اللي عملته كان بدافع الحب و اصر يشتري لها مقابر و يدفنها وكان دايما يدعي لامه و اهله اللي اتبنوه لان لولاهم مكانش هيوصل لما هو عليه.
تمت

قصص تليجرام