قصص تليجرام

بيت الجدة الحلقة الرابعة عشر (حارس الاشباح)

بيت الجدة الحلقة الرابعة عشر (حارس الاشباح)


الجدة تقول لبناتها زمان مكنش حد لااقى شغل ايام الحرب التانيه والى يلااقى شغل يمسك فيه بايده وسنانه عشان يلااقى ياكل
فعمك اسماعيل واحد قاله فى عمارات ماسكها واحد مقاول وعايز ناس ولاد حلال يحرسوها لحد مالعمال يجو ويكملو بناها لان الحرب كانت مانعه الناس تبنى وكان كل الناس خايفه للى بيتبنى يتهد فغارة
وكانت العماير دى فى طريق سقارة ايام مكان لسه خاوى ومفيهوش صريخ ابن يومين
وراح عمك خد شنطته وراح هناك وطلب من جدتك تدعيله يقبلوه ويشغلوه وهو كان لسه شاب وعلى قد حاله
كان عنده حوالى 24 25 سنة كده
وفعلا مشى وراح سقارة وقابل الراجل المقاول والراجل المقاول استخسره فى الشغلانه دى وقاله يبنى انت لسه صغير وعودك طرى وميستحملش شغل الليل ده
فرد عليه عمك يا حج خميس جربنى اسبوع والى ربنا يكتبه ليا انا قابله
قال خلاص يبنى براحتك وربنا يعينك انت والشباب الى ذيك
وقاله معاك اكل   زيادة ولا اجيبلك وعلى العموم هتلاقى فى الدرج دستة شمع ولمبه متعمره بالجاز اهى
عشان العمال لسه مجوش ومركبوش سلوك الكهرباء 
وعدة الشاى اهى وشاورله عليها لو حبيت تعمل شاى ولا حاجه
واحنا دقين طرمبه بره قدام باب العمارة عشان لو عوزت مايه للشاى او تشرب تاخود منها
وفرجو على العمارة ويقولو العمارة 4 ادوار كل دور شقتين يعنى 8 شقق
ووراله اوضته
اوضة صغيرة ومحندقة تحت السلم مفيهاش الا سرير مطوال وترابيزه وكرسي مخلع ودولاب متاكل خشبه ومسوس حطيت جواه الهدوم.


وكان واخد معاه راديو ترانزيستور صغير ومونه عيش وجبنه
وعم خميس سابنى ومشى وانا فضلت فى الهو ده والبراح ده كله لوحدى
المهم غيرت هدومي وقولت اكل  اسلي نفسى وعملت كوباية شاى تسليني فقعدتى الى هتطول
وقولت انام عشان اصحي بدرى واباشر عمال البنا ونمت شوية فى اول الليل
وفجاءه صحانى صوت هيصه وزملبيطه تحت الشباك
صحيت وقولت استر يارب من اول يوم فى مناغشات وصوت عالى
صحيت وفتحت الشباك ابص ملقيتش مخلوق والصحراء رجعت هوو
قفلت الشباك وقولت يمكن تكون دى اصداء لدوشة النهار وزحمة الطريق لسه معلقه فدماغى
وبعدها بشوية وانا لسه بنام تانى
حسيت بعطش وروحت ماسك قلتين وقولت املاهم يسندوني ويكملو معاايا للصبح
روحت الطرمبه ملقيتش فيها مايه وطلعت مشحطه قولت الله يسامحك يعم خميس جايبينى اموت من العطش
فقولت معلش استحمل واهو لماا العمال يجو يشوفو صرفه معاها مهم اكيد هيحتاجو مايه فشغلهم وحياتهم
وبعد مدخلت ولسه بفرد  جسمي على السرير
سمعت صوت الطرامبه وكأنها اشتغلت فجاءه وحد بيملا منها مايه
طلعت اجرى وقولت الحق املا انا كمان
لقيت الجو مسكت ومفيش حد ولا محتد
فضلت اعذبن من الشيطان وحاولت ارجع تانى للنوم.


وفعلا نمت واول مصحيت لاقيت عمال البنا كانو جم من بدرى وبيشتغلو ولما شافونى قعدو يضحكو ويقولولى صحى النوم يا اخينا
هو انت اللحارس الجديد
وقعدو يضحكو بشماته فبصتلهم وانا مستغرب وبقولهم الشغل مش عيب يا اخوانا وافتكرتهم بيضحكو عليا عشان جسمى قله وسنى الى متمش التلاتين
ولكن طلعت ضحكاتهم مش عشان قلة حيلتى وخبرتى ولا حتى وحدتى وعزلتى فى الصحراء
قولت اثبتلهم انى جدع وساعدتهم على قد مقدر  وسمعت كلام عم خميس ومتاخرتش عليهم فى طلب وبعد مخلصت شغلى وياهم دخلت اوضتى استحمي وعبيت قلل مايه عشان مطلعش تانى اجيب مايه  ويتكرر فيلم امبارح
وبصيت وانا بسرح شعرى وباصص فى المرايه لقيت المشط الى بسرح بيه مليان شعر وشعره طويل عامل زى شعر الحريم
اناا استغربت وقولت يااه الشعر ده جه منين والمهم عشان مخوفنيش اكتر مكل حاجه حواليا ترعب لوحدها وعشان اقدر اكمل اسبوعى على خير قولت يمكن يكون اى حد من العمال سرح بيه وانا بره
وبعد متعيشت وشربت الشاى قولت اخش انام واريح جسمى عشان اانا انهارده تعبت اكتر من اى يوم فحياتى وفعلا من تعبى وهدتى نمت .


وبعد منمت يجي 10 ساعات صحيت وكان لازم فعلا كارثه عشان تصحيني بعد النوم الطويل ده
صحيت على صوت هبد وتكسير وهبد ورزع فى السقف
افتكرت فى حرامى ولا حد جاى يسرق الاسمنت والشون
لفيت العماره وطوقتها ملقيتش جنس مخلوق ولما طلعت الادوار بردوا ملقيتش ولا حتي اثر
وانا نازل من فوق الشمعة مقدرتش تكمل جميها لاوضتى وانطفئت وانا بيني وبين اوضتى 20 سلمه
وفجاءه لقيت ايد تقيله خبطتنى على ضهرى اول مالضلمه حلت
وصوت بيقولى امشى غور من ههنا لا ده دارك ولا مكانك
وكان الصوت عامل زى صوت الافلام  الرعب مليان حشرجه
خدت بعضى وجريت الحقنى من المكان ده
ودخلت اوضتى وقفلت على نفسى وحبستنى وقعدت على السرير منكمش فزاوية وقعدت اصلح فىى الراديو عشان انسى الى ححصل
وعشان اجيب اذاعة القرأن الكريم تونسنى
الراديو بعافر معاه وهو مش عايز يشتغل وانا مش قادر انعس وانام
قولت يمكن حجارته فضيت يمكن مفيش شبكة يلقط منها فى الصحراء والهو ده
والمهم انى حسيت انى مش لوحدى هنا فى المكان ده وان فى حد قاصد يطردنى ويزهقنى فعيشتى هنا
والمهم قولت انام واغطى وشى بالبطانيه ولما النهار يطلع والعمال يجو ليا تصريف تانى مع الحج خميس
لقيت باب الاوضه بيتفتح عليا وشيلت البطانيه من الخضه وببص لقيت بت فعمر العشرين بس ملامحها دميمه وشعرها طويل وكله منكوش وجاى على وشها وبتقولى امشى من هنا مكانك مش هنا
قالتهالى تلات مرات وهى بتشاورلى اخرج وبعدها اختفت تدريجيا.


فمن جوايا كنت بردد ورااها حاضر  والله حاضر
وفضلت متمسك بمكانى لحد ما اختفت ومفتح عنيا على اخرهم وبقول يارب تكون اخر المصايب
ولحد مجه النهار وانا قاعد مكانى متسمر والعمال بدائو يشتغلو واحتاجو من اوضتى شوية سكر
فدخل عامل منهم وكان طيب وغلبان
انت منمتش يا اسماعيل تعالى افطر معانا بره واهو ينوبك من الطعميه جانب وطلعت معاه
وفضلو يبصولى ويضحكو ويقولولى مالك وشك مصفر ومخضر ومش عارف تنام
هما السكان بتوع العمارة مزعجين للدرجة دى وبيضحكو بخبث
وجه راجل من العمال كان شكله شيخهم او كبيرهم
وقالى يبنى انا هحكيلك وامرى لله انت شكلك شب ومش قد البهدله دى ولو على الكام ملطووش الى بتاخدهم فهما ولا حاجه قصاد  انك متروحش بلاش
وانا عارف ان الحج خميس ممكن يشيل منى الشغل بس الله الوكيل وهو غني عن العالمين وقعد وربع جنب البوتجاز
انت يبنى لا اول ولا اخر واحد يحصله الى حصلك ده ولا انت اول حارس هنا
جم قبلك ياما وكانو بيطفشو من  تانى يوم
فسئلته وقولتله وايه السبب يعم الحج
يرد الحج ربيع ريس الحمالين .


من حوالى سنه لما كنت فشغل هنا فنقلة طوب كان فى حارس هنا هو وبنته ومراته كان اسمه حمدان المنياوى
دخلت عليهم عصابه تسرق الاسمنت والمونه ولوازم البنا
والراجل يعيني كان اعزل ومكنش بايده غير  يطلب النجدة من الله
وكانو جبابرة قتلوه هو ومراته وبنتو ودفنوهم فى كومة الرمل
جينا الصبح واحنا بنحمل الطوب وبنشيل الرمل لقيناهم مدفونين جواها ومعفرين وكل شكاير الاسمنت الى فالشقق فاضيه او محطوط جواها دقيق مكناش عارفين نضحك ولا نعيط
ومن ساعتها بقو هما سكان العمارة الى شكلها مش هتتبنى فسنتها دي
ومش عايزين اى حد يجي يزعجهم في حياتهم ولا يفكرهم بالى حصل ولا ياخود دور عم حمدان
فاسماعيل ضرب كف على كف وقعد يقول حرام عليك يا حج خميس بقا كل ده حصل فى المخروبه دى ومتعرفنيش
ولما جه عم خميس يشقر على العمال لقيني لامم اغراضى ومحضر شنطتى ومستنى يوم العمل بتاع العمال يخلصص عشان يخدونى فسكتهم ومرجعش للمكان المغبر ده تانى
ولما شافنى كده فضل يضحك ويقولى هو شوية المعاتيه دول حكولك حكاوي العيال دى وصدقبتها وخوفت
فقولتله لا ياعم اانا شوفت بعينيا وسمعت بودانى قبل محد فيهم ينطق بلسانه
اعمل معروف سبنى اشوف مستقبلى الى مش باين ده فاى خرابه غير هنا
يارب رضينا بالهم والهم مش راضى بينا
قالو  خلاص خلاص اقعد واستهدي بالله وانا هزودلك المهيه
قولتلو لا يحج انا حياتى اغلى عليا من فلوس الدنيا والله الغنى وقادر يغنيني عن سؤال اللئيم
وفعلا خدت حسابي ومشيت وقولتله سلامو عليكم وقالى عليكم السلام ..

يتبع..

بيت الجدة الحلقة الخامسة عشر (السكان الاصليين)

قصص تليجرام