قصص تليجرام

بيت الجدة الحلقة الرابعة والعشرون (السكان الجدد)

 بيت الجدة الحلقة الرابعة والعشرون (السكان الجدد)

 البنت تستذكر ذكريات طفولتها وتاريخ حياتها وتقول لامها فاكره يامه هدي بنت خالتى فترد الجدة وتقولها اه يعيني يبنتى شافت الى محدش شافه هدى دى يبنتى كانت اجمل واحده فى العائلة وكانت بنت ولا كل البنات ولما جاها المهندس بتاع شبرامنت ده ابوها فضل يشرط عليه شروط الدنيا والاخره وكان المهندس ده رايدها وكان اهله رغم اننه فلاحين وملامحهم جلفه الا انهم كانو اغنيه وعرفو يقدرو هدي حق قدرها.

فابوها شرط عليه انها تقييم فى القاهرة ومتروحش بلاد الفلاحين وتسكن قريب منهم عشان يعرفو يزوروها كل ابوها وفعلا المهندس ده وافق وبنالها فيلا جميلا يبنتى وكان بانيها على احدث طراز وشكلها كان يشرح القلب طبعا ينبتى مهندس مبانى هيستخسر فى نفسه يبنى لنفسه احلى حاجه ويظهر مقدرته لمراته ولاهلها وفعلا تمت الجوازه وكانت عايشه فى خير وهنا وربنا اسعدها وكرمها وحملت وخلفت بنت جميلة وسمتها نهي وكانو هى وجوزها وجدها فرحانين بيها وبيدلعوها اخر دلع والبت فعلا كانت جميلة زى امها.

ولما كبرت البت وبقى عندها يجي 7 سنين وهى بتلعب فى الجنينه وراكبه المرجيحه امها بتبص عليها من البلكونه من فوق ومباشراها وفجاءه لقيت البت وقعت من المرجيحه وعواميد المرجيحه اتكفت على جسم البيت والبت اتكدست تحتها زى علبة التونه وجسمها كان بيتنفس  بالعافيه وعقبال مامها نزلت تشوبها كانت البت يعيني سايحه فبركه من دمها وجه لامها انهيار عصبى وفضلت تصوت وتصرخ وتخربش فوشها وجسمها وفشلو يلفو بيها على الدكاترة عشان ترجع لحالتها الطبيعية والدكاترة قالو تبعد عن مكان الفيلا الى حصل فيها الحادث عشان تهدا وتنسي شوية شوية وكان جه لجوزها فرصة لسفر فى بلاد عربية فقال اهى فرصة اخدها معايا وتنسي جو مصر وكل الحاجات الى حصلت دى ونبدا من جديد ولان جوزها كان بيحبها ومكنش عايز يسيبها ولا يتخلى عنها وكان حاسس بنفس الم الفقد والم الخسارة والم انك تخسرى حد بتحبيه ده يبنتى يتعب لاخر العمر وربنا وحده الى يعلم ايه يهديه ويكفينا شره امين.

وفعلا خدها وسافر ووصي ابوها انه ياخود باله من الفيلا ويهتمو بيها وبشئونه ويشقرو عليها كل شوية وهما مسافرين فالى حصل ان اهلها قفلو باب الفيلا ومحدش عتب بابها من ساعة الحادثه وفضلت هدي  مع جوزها فى بلاد الغربه دي مبتنزلش خالص لحوالى 6 سنين وربنا رزقهم هناك بطفلة تانيه فمرضيوش يسموها نهي على اسم المرحومه ولكن سموها سسهي وكانت طفلة بردوا جميلة وذي القمر ومتتخيرش عن جمال امها وكانت حالة هدي الحمدلله اتحسنت بقت طبيعية وجوزها فكر بدل المرمطه فى بلاد الغربه منرجع مصر والى يرزقنا بيه ربنا يكفى الحياة انا وهدى وسهي وفعلا فكر فى انه يرجع مصر ويستقر وبدء ياخد كل الاجراءات ويستعد للنقل لمصر.

وفعلا رجعو مصر وعاشت فضيافة اهلها لمدة شهر عقبال مجوزها الباشمهندس يودب الشقة ويرجعها تانى ولا كأنها فيلا جديدة والدنيا كانت غير الدنيا يبنتى الست سنين الى قضتهم هدي دول البلاد عمرت والشوارع اترصفت ومكان فيلتها اتحول من صحراء متسمعيش فيها صريخ ابن يومين لشارع عمومي بيمشى في الوزير زي الغفير وكانت الاراضى هناك تساوي شيئ وشويات وجوزها قال حرام بدل منبيع فيلا فمكان بقا هو قلب القاهرة لجديد ونتعب عقبال منلاقي مكان ذيه وبربع تمنه نشطب الفيلا ونرجعها لايام عزها الاولى
وجوزها فضل يدعي ربنا ان هدي تقدر تتماسك وتعيش وتتعايش مع الحياة وتنسي الى حصل ومترجعش تانى للهلاوس والالام الى عدت مع الايام فضل يدعي ويصلي ويطلب من ربنا ان حياته مترجعش لتعاستها.

وكانت هدي فى عز رزانتها وعقلها كانت تقول فوسط الكلام ده البت نهي كانت بتعمل وبتسوي وكنت بقول يمكن تكون عايشه على الذكريات ولكن يبنتى لقيتها بتتكلم وكانها لسه عايشه وحاضره وبتقول انها شافتها فى الحمام امبارح وقبله فاوضة النوم وقبله كانو قاعدين وكنت بدعي فسري وحاسه ان قلبى بيتقطع ومفطورة على حزن قلبها وكنت خايفه يبنتى اعبرلها عن حزني تتضايق وكانت بتقول انها بتصحي على صوت البت بتندهلها فى عز النوم وتصحي مفزوعه منه وكانت بتسمع صوت اللعب بتتحرك فى اوضة الاطفال وكانت لما تفتحها متلاقيش حاجه وحتى سهي نايمه وكانت بتدعي بصدق ان ربنا ينسيها كل الحاجات دى وتبدا من اول وجديدة حياة جميلة مع بنتها سهيوفعلا لما الفيلا خلصت خادهم الباشمهندس هى وبنتها من بيت ابوها ووداهم الفيلا.

ولما راحت راحت فيلتها هى وبنتها الجميلة سهي وجوزها الباشمهندس وفضلت تبص فى كل حته فى الفيلا وتفتكر ذكرياتها فيها وعجبتها الدهانات الكبيرة واثنت عليها للباشمهندس " الفيلا بقت جميلة اوى تسلم الايادي بجد "وكان من الطبيعي ان سهي هتنام فى اوضة الاطفال والى كانت بتنام فيها نهي قبل وفاتها والصبح تانى يوم لما الباشمهندس راح الشغل وفضلت هى وبنتها فى البيت وكانت بتساعد الشغالين فى تجهيز الغدا وطلبت من زوجها قبل ميمشى انه يشوفلها داده تساعدها فى تربية البنت وتاخود بالها منها عشان تتفرغ هي للطبيخ وفعلا الباشمهندس واعدها انه هيدور وهيسئل كل الى يعرفهم عن شغالة بريمو تليق بتربية الملاك الصغير سهي
وكان من الطبيعي ان اول اسبوع كان زحمه فى ترتيب الفيلا وفرش العفش وحتى من الزيارات من الاقارب واصدقاء جوزها كل الناس كانت بتهنيهم وبتباركلهم على عودتهم لمستقرهم ورجوعهم لمصر وكانت الفيلا 24 ساعه من الزحام والكلام الى مبيخصلش وبين الداخل والخارج وبين العربيات الى ماشيه فى الطريق بليل وبين العربيات الى جايبالهم العفش فى النهار وكل الى يعرفوهم جم ووجبو معاهم بزيارة وبركولهم على الحياة الجديدة .. على الحياة من الصفر.

وبعد اسبوع لما الامور استقرت وانفض المولد وبدائت تباشر حياتهم الهاديه وراح الباشمهندس شغله وهو مطمئن انه سابهم فى بيت سعيد وامن وطبعا الباشمهندس كان تحت ضغط شغل وهو حاليا مستشار هندسي مش مهندس صغير زي مساب مصر وكان فاتحه مكتب لحسابه بيدلى فيه باستشارات هندسية من خلال خبراته فى شركات كبري اشتغل معاها فى الخليج ولكن الجانب السيئ فى ترقية الباشمهندس هو انه كان بيرجع البيت متاخر وكان بيسيب مراته وبنته مده اطول لوحدهم وكانت فى ساعة عصريه وهي فى المطبخ وبنتها فى الاوضة بتلعب مع عرايسها سمعت صوت بنتها بتصرخ وبتنده عليها بفزع ماما يا ماما ولما طلعت تجري عليها وفتحت الاوضه عليها لقيتها بتلعب فى حاجتها وساكته وقالتلها انتى كنتى بتندهي عليا ليه يا سهي وبتصرخي وهى مخضوضة وايدها على قلبها
فالبنت قالتلها ابدا يا ماما انا مصرختش ولا ندهت عليكي انا حتى كنت مبسوطه عشان ميني هيتجوز ميني وفضلت البنت فرحانه وهى بترسم عالم صغير سعيد ومتخيله انه كل العالم والام حزينه وقلقانه وخايفه انه يتكرر مأساة العالم مره تانيه مع سهي ولكن محبتش تبين وابتسمت فوش سهي وطبطبت على راسها وقالتلها خلاص يحبيبتي كملى لعب وانا هروح اكمل طبخ عشان لماما بابا يرجع نتغدا سوا وبطبيعة الاطفال وبرائتهم ردت سهي الابتسامة بابتسامة وكملت لعب وتشكيل لعالمها تانى.

ودخلت المطبخ وبتكمل طبيخ وهي عماله تفكر وتخمن اسباب ممكن تكون هي السبب فى الصوت الى ندهلها وبتقول اذاى ياربي ومين الى ندهلى طيب هو انا بيتهالى طيب والبنت انا خايفه على سهي وحاولت تنسي الى حصل وكملت يومها عادى ولما جه جوزها بليل حكتله وقالها وهو حزين من تحقيق مخاوفه يا هدي احنا مش نسينا الحااجات دى من زمان ليه هنرجعها تانى دلوقتى ؟.
وعلى العموم انا كلمت عمم عوض البواب على داده للبنت وتقعد معاكى ونس وهو وعدنى وعد حق اول مشاف الخمسين جنيه الى هياخدها اطمني يا هدى احنا مع بعض وحط ايده على ايدها وهو مبتسلمها ابتسامة خائفة وفات اليوم عادى وجت تانى يوم وهما نايمين بليل وكانت هدي رايحه الحمام لتلبية نداء الطبيعة وسمعت صوت بنتها بتتكلم فى اوضتها مع حد بصت فى الساعة ولقيتها عدت نص الليل وهى من زمان معوده سهي انها تنام بدري وسهي بنت نشيطه بتحب الحياة بتحب تاخود اليوم من اوله وكانت بتحب هى كمان تنام بدري.

ولما فتحت الباب لقيت سهي نايمه فى هدوء فى سريرها ومفيش اى شيئ بيحدث صوت ولا حتى التكييف كل شيئ كان ساكن وثابت فى مكانه حست هدي بخوف من نفسها وانها ممكن تكون لسه بتتخيل حاجات وعذبنت الشيطان وسابت النور منور فاوضة البنت وخلت الباب مفتوح وحاولت تنام تانى وتنسي الى سمعته والى حصل خالص ومرضيتش تحكي لجوزها عشان ميتهمهاش بالهلوسه والهوس بالماضى وتانى يوم بردوا قبل مجوزها يروح الشغل وهما بيفطرو اكدت عليه وهي المره دى الى حطت ايديها على ايده لازم تجيبلي داده انا فعلا محتاجاها والبنت كمان محتاجاها فبصلها الباشمهندس وقالها حاضر يا هدي وبعد ما بدائت فى شغل البيت الروتيني وهي بتودب الشقة والبنت نزلت تلعب فى الجنينه فبتبص على بنتها فى البلكونه ولقيت بنتها سابت كل الجنينه ومسنوده على شجرة فى اقصى غرب الفيلا بالقرب من موقع الحادث الاليم لنهي واستغربت هدى وهى حاسه بشعور من المرارة والالم.

ندهت بصوت هستيري لسهي وقالتلها تعالى هنا يا سهي كده بردوا مسمعتيش الكلام ووسختى هدومك ونزلت فى طريقها ليها وجت سهي دخلت من باب الفيلا وفايدها قطه بيضه صغيورة قالتلها هدي ودي جبتيها منين دي يا سهيفردت سهي وهى بتداعب شعر القطه دي لقيتها فى الجنينه يا ماما صعبة عليا وقولت انى هربيها فردت الام بنزعة خوف امومية لا يا شيخه رجعيها مكانها يمكن تكون تايهه من حد من الجيران وهيجو يسئلو عليها فقالت سهي وهي حزينه انها ممكن تفقد قطتها لام لا يماما انا مش عايزاها تمشى انا حبيتها اوى قالتلها خلاص خلاص هاتيها نسبحها وننضفها الحسن يكون فيها جراثيم ولا حاجه فردت سهي يماما دي قطة نضيفه خالص وجسمها ريحته حلوه وراحت فاكه حضنها مع القطه وراحت القطه نطت من على ايد سهي وراحت تتمسح فى رجلين الام وتحرك مناخيرها على جسمها وكأنها عارفاها من زمان او صحبتها الى ربتها وهي صغيرة فالام رضخت لامر الواقع وهي حاسه بشؤم بكل شيئ بيجي من الجنينه الغربية وبقا هاين عليها تبيع حتى الحيطان والسور حجر حجر وكانت خايفه من القطه دي رغم نضافتها ولطفها وحركاتها الناعمه وكانت شايفاها نذير شؤم.

وبعد كام يوم الام استسلمت لوجود القطه كفرد من افراد الاسرة وبقت تحس انها بتسلي سهي وهي البنت الوحيده الى ملهاش اخت تلاعبها وحست ان القطة عوضت سهي عن اختها المتوفيه نهي وفيوم راحت سهي على الجنينه مع قطتها والتى سمتها بوسي وكانت فرحانه بيها وبتحبها اكتر من اى شيئ والام كانت كعادتها فى هواجس وبتبص كل شوية على بنتها وتتطمئن عليها بين اللحظة والتانيه ولكن لوهله يدوب راحت تجيب الخضار من التلاجه واول مرجعت تانى للشباك الى بيطل على الجنينه ملقيتش لا سهي ولا بوسي قدامها فالام اتخضت ونزلت تجرى وتدور علي سهي فى الجنينه كلها وملقيتهاش وكانت مخضوضة ومصدومه ولفت حتى لضهر الفيلا وتقلب فى الكراكيب الى شالوها في البدورم قبل ميسافرو ملقيتهاش.

ولما قربت ممن باب البدورم نفسه بعد مزاحت العفش بايديها وشالت من طريقها كل شيئ يعيق حركتها ولقيت باب البدورم مفتوح وكان جواه البدورم اعز ما يملك الباشمهندس وهدي كان فى كل متعلقات المرحومه نهي لعبها كتبها ورقها مكتبها لبسها كل شيئ كان لنهي هنا وكأن دى بقت اوضة نهي الجديدة اوسع واكبر وتليق بكل خاجتها وكأنهم مقدروش يتخلصو مع اخر شيئ بيربطهم ببنتهم حتى لو مجرد ورق عليه شخابيط طفلة انها العائلة والتى يستحيل نسيان فرد فيها حتى لو مات لو فنى يدوم فى الذاكرة ولما شافت سهي جوااه اتصدمت وقعدت تنادي يا سهي يا سهي انتى يا شيطانه يالى اسمك سهي تعالى هنا حالا وفعلا خرجت سهي تجري من جواه البدورم وفضلت الام تقرر فيها وتسئلها انتى اذاى جيتي هنا ومين الى جابك معقول مشيتي كل ده لوحدك ؟.

فبصت سهي فالارض وهي حاسه بالذنب لانها مسمعتش كلام والدتها وراحت قالتلها يمماماا انا كنت بلعب انا وبوسي وفضلت القطه تجري وانا اجري وراها لحد ملقيتها جت هنا ودخلت جواه البدروم ودخلت اجيبها مكنش قصدي مسمعش كلامك يا ماما بس خوفت بوسى تضيع منى فدخلت وراها وقعدت ادور عليها فكل حته وملقيتهاش وقعدت البنت تعيط وتحاول تمسح دموعها وتكمل كلامها
ففضلت الام تسئلها والصوت الى كنت سمعاه ده انتى كنتى بتكلمى مين جواه فى البدروم يا سهي فردت سهي دي اختى نهي انتى اذاى متعرفيش انها هنا صعقت الام ودهشت وكانت عايزه تعيط كانت بتتمنى فعلا نهي تكون عايشه حتى لو فى البدروم كانت تتمنى لحظه بس تشوفها فيها تانى ومقدرتش تتماسك من المفأجاة وقعدت تصرخ بصوت عالى وصراخها كان عالى كان مخزون من الالم وفاض بيها وخدت سهي وجريت بيها لحد الفيلا من قدام واتصلت بالباشمهندس وهي بتكلمه فى انهيار تام وكلامها كان بيتقطع بصوت بكاء ونهنهات توجع وقالتله سهي بتقول انها شافت نهي انا عايزاك تيجي حالاوكانت فى حالة يرثي لها.

وفعلا الباشمهندس ساب كل شيئ فايده وجه عشان يلاقى هدي منهاره وفاقده الوعي وسهي قاعده جنبها بتنده عليها يا ماما يا ماما  فحاول يفوقها واول لما فاقت صرخت وعيطت تانى وهى منهاره حاول يسئل سهي عن الى حصل ويفهم منها على قد ميقدر باسلوبها طبعا الطفولى فى التعبيركنت بلعب وبوسيى ولما ماما جت قولتلها انا كنت بلعب مع بوسي ونهي وماما زعلت منى يا بابا انا مش عايزه ماما تزعل منى يبابا انا كنت خايفه بوسي تتوه وجريت وراها على البدروم ولما دخلت لقيت بنت قمورة وكانت شبه ماما ولما قولتلها انتى مين قالتلى انا نهي يا سهي اختك وقعدت العب معاها باللعب الى فى البدروم بتاعتها وكانت لعبها كتير اوى يبابا وقولتلها انتى قاعده هنا ليه يا نهي ومش قاعده معانا قالتلى انا ربنا اختارلى الحياة هنا بعيد عنكم بس انا بسمعكم بشوفكم وبضحك اوى لما ماما تقولك نكتى المفضله وتغنيلك زي مكانت بتغنيلي نهي طيبة اوى يا بابا وانا حبيتها.

الاب سمع الكلام وقعد يعيط وقال لسهي طب تعالى يحبيبتي نروح نزورها سوا انا كمان نهي وحشتنى فعلا وعايز ازورها اغس عليا انا وهدي اذاى مزورناش نهي وفضل يلوم نفسه فى باله انه مزارش قبر نهي من ساعة مرجعو وحس بضميره بيصرخ جواه وبيصيح بانتا اب فاشل اب نسي بنته البكر بنته الى علمته وادته لقب اب حاول الباشمهندس انه يتماسك كان حاسس ان البيت كله متماسك بيه وانه لو وقع كل شيئ هيقع ساعات الانسان بيتمنى البكاء ولكنه بيحس انه ليس الوقت الصالح للبكاء حتى لو ده اصعب الاوقات الى بيمر فيها مسح الباشمهندس دموعه ومشي ورا مرشدته الصغيرة وكان حاسس انه بيدخل مكان لاول مره يدخله بالرعم من انه الى اشرف بنفسه على بناء كل شبر فى البيت وفضل يبص حواليه على الجنينه على السور فضل يفتكر جمل التهنئه بجوازه وباستعداده لبناء عالم جديد فضل يشوف تاريخه وحياته وذكرياته كان حاسس انه بيمشى بالزمن لورا كان حاسس ان كل خطوه بتمتص من روحه جزء اول مشاف مكان المرجيحه وافتكر وهو بيلاعب نهي افتكر قد ايه هو اتحرم من لحظات ندم وبيندم عليها كان بيقول يارب متخلنيش اغلط تانى يارب سهي هى اخر امل ليا فى السعادة انا تعبت وبتتعب عشان اللحظات دى.

ولما وصلو البدروم ودخلو وملقيوش حاجه فقال لسهي وهو بيهديها اصل انتى ملكيش اخوات بنات اوعدك يحبيبتي هنجيبلك اخت بنوته تلعبى معاها وخدها فحضنه ووهو بيعيط وخايف بنته تشوفه ضعيف البنت سكتت وهي مستغربه وحاسه انها بتشوف باباها لاول مره بشكل اخر والمفأجاة ان بوسى خرجت من تحت المكتب وجريت على حضن سهي.

سهي قعدت تعيط وهي مش مصدقه ان قطتها رجعتلها والاب كان بيتمنى ان كل شييئ بيتفقد يرجع خدت البنت وبوسي ورجعو للفيلا من فوق بعد مالاب قفل البدروم واتاكد من قفله وساب نور البدروم منور ولما طلع وحاول يهدي هدي ويقنعها ان دي شقاوة زايده من سهي وانها محتاجه بس لونيس ووعدها انه هيجيب من تحت طقطيق الارض داده وهدي طلبت انها تروح تقعد عند اهلها وتحكيلها على كل حاجه حصلت وتشوفلها حل فال باشمهندس  فكر وحس ان قعادها عند اهلها هيساعدها تهدا فوافق وطاوعها وقالها طيب لبسي البنت وتعالى نروح وهو كمان كان حاسس بشك وبخوف وبالم وندم وفراق وسئل نفسه طب هدي وعندها هواجس وهلاوس عرفت منين بوجود نهي ؟. هل الهلاوس والهواجس بتتورث ؟ وفعلا لما راحت لمامتها وحكتلها على كل حاجه قالتلها الام يا بنتى مانتو الى غلطانين مانتو لو عندكم دم كنتو زورتو قبر البت وقريتولها الفاتحه ده ابوكي الى هو جدها كل خميس بيعدي على المدافن مخصوص عشان يقرالها الفاتحه.

خلاص دلوقتى الدنيا ليل سيبو سهي معايا هنا فحضنى وبكره الصبح روحي انتى وابوها زوروها واقرولها الفاتحه وهاتو مقرأ يقرالها قرأن وفعلا سابو البنت سهي مع جدتها وروحو هما الاتنين الفيلا والباشمهندس استأذن انه يروح يشوف بقيت شغله الى سابه الصبح ودي مصالح ناس ولازم تنقضي وقالها لو عايزه تريحي وتتفرجى على التلفزيون تغيري تفكيرك كويس او تعبانه وعايزه تنامى فلقى هدي بتختار النوم وهى حاسه بارهاق وتعب جسدي ونفسي وضغط محتاج لنوم عميق عشان يهدا وفعلا راحت خدت دوش وقالت انا هنام عشان انا اعصابى تعبانه وفضلت تفكر شوية فى الى حصل والى جرا وبعدين سرقها النوم من شدة التعب ونامت.

والمهم انها كانت لسه  هتستغرق فى النوم لقيت  باب الاوضه  اتفتح ولقيت فى خطوات رجلين جايه عليها على السرير هى افتكرت جوزها رجع ونسي حاسه من لهفته وتشتت ذهنه فبتفتح وهي سامعه خطوات  رجلين بتقرب من السرير واول مفتحت عينيها حست ان لسانها وقف وبدا يكررر كلمة واحدة بس نهي ... نهي .... نهي
لقيتها بنفس لبسها الى كانت بيه يوم الحادث الفستان وتسريحة الشعر والفيونكه هى نهي بس مفيش اى فرق غير ان عينيها بتبرق فى الضلمه وملامحها كاانت زى مهى هاديه بتقولها ماما ماما انا مش هسيبك يا ماما فهدي من كتر الخوف لسانها اتشل ومش قادره حتى تصوت وفضلت على الحال ده وهي مش حاسه بالوقت ساعه ساعتين وهي مش قادره تعرف ايه الى بيحصل وفجاءه لقيت جوزها دخل وولع نور الاوضه وقالها مالك يا هدي فى ايه يا هدي قعدت تشاور بايديها وهي مش عارفه تتكلم وقالها انا كمان كنت حاسس من اول مدخلت من باب الفيلا ان فى حد معايا بره وماشى حواليا كأنه بيلف  حواليه انا اول مره احس بجد ان ممكن حد يتواصل معانا بعد الموت انا خايف اوى يا هدي خايف ومرعوب من كل شيئ خايف اكون انا السبب واكون انا المقصر فى حقك وحق الولاد.

وشغلو القرأن على الموبايل وسابوا لنور منور فى الاوضة واستسلمو لامر الواقع لحد النهار مطلع وفضلو صاحين واول محسو ان فى حركة فى الشارع على الساعه 8 الصبح واشترو بعض الحلويات بتاعت الاطفال من الى كانت بتحبها نهي وقررو يروحو سوا يزوروها ورارحو على قبر نهي وفرقو الحلويات دي على الاطفال الى هناك  وجابو مقرأ يقراهالها وفرقو كل الى معاهم على الاطفال الى هناك فى المقابر اطفال الرحمن واغرب حاجه لقيوها هو ان بوسى قطة سهي موجوده وقاعده على قبر بعيد وبصالهم فى ابتسامة وهي شايفاهم بيؤدو طقوس الذكريات فمسكت هدي فى ايد الباشمهندس وقالتله يالا نمشى كده كفايا كده وهما بيستعدو للرحيل والغروب قرب حست بايد طفله بتمسكها من ايديها الشمال فسرعو فى المشى وهي مش قادره تتخلص من الايد الى ماسكاه ولا الطيف الى جنبها ولحد موصلو لبباب المدافن واتفكت ايدين البنت عنها وراحت على بيت ابوها وحكت لامها على الى حصل وكانت باصه لسهي وهي خايفه عليها من كل الى بيحصل.

امها قالتلها يبنتى قطة بنتك دي معاها من صبحية ربنا ممشيتش ولا حاجه تلاقيها قطه شبها والقطط شبه بعض فاكدت هدي وهي بتقولها يماما انا شوفتها بعينيا وكانت بتضحكلى وبتبتسم والايد الى كانت ماسكه ايدي لحد مخرجنا ممن الجبانه فالام طلبت من بنتها وهي بتقولها يبنتى حكايتكم دي ميتسكتش عليها لازم تجيبلكم شيخ كبير يشوفلكم حكايتكم دي وفعلا اتصلو بشيخ كبير ومعروف بتواصله مع العالم الاخر كان اسمه الشيخ عامر وبالطبيعي انها فضلت هى وسهى مع امها والباشمهندس هو الى راح هو والشيخ الفيلا والشيخ لف الفيلا كلها واخيرا طلب انه يقعد فى البدروم لانه قال بالنص " هنا تسكن الروح " وفضلت يعزم ويقرا ويمارس طقوسه وفضل يسمع الباشمهندس صوت صريخ طفلة بتعيط والشيخ بيحاول يبعدها عن المكان وبيطلب منها الغفران والسماح ويطلب منها تروح لمكان تانى للمقابر لمسكن الروح وبعد ساعة او اكتر قال لجوزها اديلك الامان وخلاص كل شيئ اتحل يا باشمهندس ولكن الباشمهندس كان مقرر من جواه انه هيبيع الفيلا ويتخلصو من كل شيئ بيربطهم بالماضى الاليم وفعلا عرض الفيلا بارخص الاسعار وبعها واشترى شقة فى مكان تانى فحي تانى والله واعلم بمصير السكان الجدد للفيلا .

يتبع..

قصص تليجرام