حكالى الكلام ده يبنتى من حوالى 10 سنين وكان جاى يزورنى وكان جايلي وشه اصفر وعينه زايغة وبيتلجج فى الكلام وقولتله مالك يواد فيك ايه انت عيان ولا ايه
قالها مش عارف والله ياختى انا مش عارف هل انا طبيعي ولا فيا ايه مش فاهم بجد فى ايه فنفسي
فقولتله اعملك شاى يا اخويا ؟. فقالى اعمليلي ياختى انا فعلا مصدع ومحتاج للشاى عشان يعدل دماغى
فعملتله كوباية شاى بالنعناع وقعد هدي شوية وقالى انا هحيلك يا اختى بس وحياة امك وابوكي تصدقيني فى الكلام الى هقولهولك ده وتسمعيني لااخر وحياة امك وابوكي يا بنت والدي
انا روحت من حوالى شهر اشقر على الارض بتاعتنا الى فى الكنيسه وروحت من غير عربية وقابلت هناك الفلاحين واتطمئنت على حال الارض وخدت الايجار وقولت لما ارجع من الطريق الزراعى واتمشى فى الزراعه واشم هوا النقى شويه وفعلا وانا جاي واتمشيت حبه فى وسط الغيطان ولمحت بيت صغير عامل زى الاكواخ وشقة خوخه الشقوق الى بتبقى فى الجبل دى فى وسط الزرع ولقيت فيه هيصه عيال عماله تلعب وتلف حوالين البيت وبيلفو فى دواير حواليه قعدت اضحك ولما لقيت كمان راجل عجوز وكبير فى السن وماسك عصايه ومسنود عليها وقاعد بيتفرج عليهم فى هدوء وقاعد على مصطبه من الجبس عملوها الفلاحين عشان يرتاحو عليها او يباتو عليها فى ايام الري .
وصراحة المنظر كان عاجبنى وشرح قلبى وقولت لما اسلم عليهم وادي كل عيل قرش ولا حاجه واقولهم عايز اشرب مايه واقعد معاهم شوية
انتى عارفه فلاحين الغيط بيكونو ناس كرمه وبيحبو يكرمو ضيفهم الغريب قبل القريب وكنت مشتاق ارجع لايام طفولتى لما كنت باجي مع جدك عمر وكنا بنقعد هنا فى الغيطان بنقعد بالساعات وبنحكي ونتحاكى والشمس مبتحميش علينا والشجر مضللنا والهواء يرد الروح
فروحت قرب الراجل العجوز وقولتله سلامو عليكم يا حج فلقيته تبسم زى المألوف من الفلاحين وقالى اتفضل يا اخ
فانا مصدقت وروحت قعدت جمبه على المصطبه وقولتله والنبى تجيبلى كوباية مايه يا حج عشان جاى من اخر الزراعه والطريق كان طويل فالله يكرمك يا شيخ كوباية مايه
وفعلا نده الشيخ على اسم بنته وقالها هاتى يبت يمريم كوز مايه من الزير وشوية خرجت من الكوخ دده بنته مريم وكانت اية فى الجمال وماسكه فايديها كوز من الالومنيا الابيض وكانت المايه الى فى ساقعه ومتلجه تليق مع جو الصيف
وناولنى وهو بيقولى بالشفا يبنى ومطرح ميسري يمري
وفضلت اشرب من الكوز وانا مستمتع وفضلت اشرب ولا كأنى مشربتش من كذا سنه وكل مشرب احس انى عطشان اكتر والكوز كأن المايه الى فى مبتخلص
ودخلت تانى وهى ماسكه الكوز وحاضناه بايديها واختفت ورا باب الكوخ الخشبى وانا شكرت الراجل وقولت استاذن رغم انى كنت مبسوط باللمه والهيصه دي وساعات الفرح مبقتش تتعوض بسهوله ياختى
وزى ميكون الراجل الكبير قرا افكارى وعرف انى حابب القاعده وتفرس ما فى قلبي ونيتي وقالى مبدري يابنى لازم تاخود واجبك حتى لو كوباية شاى اقعد وهما هيحضرو الشاى .
وانا مصدقت وابتسمت وقولتله الى تشوفه يحج ووالله قعدتكم مفي احلى منها وسئلته اسم الكريم ايه ؟.
فقالى اسم الكريم ابراهيم وده بيتي وده زرعى والى بيجرو هناك دول احفادى عقبال مرببنا يرزقك بالذرية الصالحة يبنى
وانا عايش معاهم هنا انا وابنائي واحفادى كلنا سوا
فقولتله انا والله بحسدك على قعدتك الحلوه دى فى وسط اللمه والعزوه انا كمان اشتقت لايام دى ايام مكنت بقعد العب حوالين جدي عند عامود السوارى
فقالى ليه يبنى وانت متجوزتش ولا خلفت لحد دلوقتى ؟ وده كان سؤال طبيعي هناك لان الولد اول مبيتم ال 17 18 بيتجوز وده لاسباب ومعتقدات موجوده فى الاوساط دى فتفهمت سؤاله وقولتله
لا والله يا حج انا لحد يومنا هذا اعزب
فقالى ليه كده يبنى انت عندك كام سنه ده انت يبان عليك البلوغ من بدري وانا افتكرتك قد حسنين وهويدي عيالى
فقولتله انا ماشى فى ال 46 يا حج
فقالى وليه متجوزتش لحد دلوقتى ؟.
فقولتله الدنيا تلاهى والمشاكل مبتخلصش وكانت متولى رعاية امى الله يرحمها وكنت مأجل موضوع الجواز ده لبعدين لحد مفاتنى القطر وعدا
فقالى انت لا فاتك القطر ولا حاجه اكبر منك وبيتجوز يبنى وانت ممكن تتجوز من بكره وتخلف ويبقى ليك اسره وعيله وعزوه لما تبقى قدى ويتنططو حواليك كده.
اللعمر طويل يبنى واوعى تحسبه بشهادة الميلاد وخانة العمر الحياة ايام يبنى والايام اكتر منها ما فى ولو جيت تشوف زمنا هتلاقي ايامه طويلة وساعاته كتير اسعي وربنا يديلك منابك
فنظرت ليه وابتسمت وطبطبت علي رجليه وقولتله كتر خيرك يا راجل يبركه وكلامك كله عظه وحكمة وبصيت ناحية الكوخ وكان نفسى اشوف البنت الى دخلت جواه الكوخ تانى كانت بنت جميلة وشابه
وبعدين التفت للحج تانى وبقولو شكلى كده هغير رأى وهسمع كلامك يا حج واستاذنته للرحيل وفضل يمسك فيا ويقولى مانتا قاعد يبنى والنهارده عيد
فاستعجبت فى نفسى من كلمة عيد وقولت فى نفسيى يمكن تكون من عادة الفلاحين فى المبالغة بالترحيب وشيء من كرم الفلاحين فى المديح
وشكرته وسبته ومشيت وكان الوقت غروب وكانت الشمس كل مبتروح وبتختفى والظلام بيهل كانت صورهم ورايا بتختفى والغيط كله بيتحول للون واحد الاسود بعد مكان فى من كل لون وكل زرعه شكل ورحمة ربنا ان الزرع الوان وانواع واصناف
وفضلت ماشى وانا بفقد اى صوت او صورة ليهم ولكنى كنت بفكر وبفتكر البنت الجميلة الى انا شوفتها وصورتها مش رايحه من خيالى وفضلت فخيالى وصورتها فبالى لحد موصلت لطريق العمار وقرب الكبرى الى بيوصلنى على البيت
ركبت وجيت على البيت وطبعا كنت لوحدي بعد ما امى الله يرحمها سابتنى وبقيت مبسوط وانا عمال افكر فى الحكاية دى وقولت بيني وبين نفسى انا لازم ازورهم تانى ويمكن المره دى يحصل النصيب وهاخود معايا حلاويات وبلالين لاطفال بدل مكنت اديهم فلوس وكان الحج ممكن يحسها اهانة او مديح بطريق غلط وكنت عارف ان كرم الفلاحين ميجيش حاجه فى حبهم لكرامتهم وحرصهم على الحفاظ عليها .
والمهم لما جيت انام بليل حلمت بالفتاة الجميلة واقفه قدامي عند السرير وبفتح عينيا ابص ملاقيهاش وكأنها بتختفى وبتروح يمين وشمال وانام واصحي احس ان فى حد بيصحيني وبيشدنى من رجلى واصحي ملقيهاش وقولت بيني وبين نفسى للدرجة دي انا شاغل نفسى بالناس دي ومعجب بيها
مكنتش عشرة يوم يا فؤاد وبعد العمر ده كله يجي على بالى الجواز بعد مكنت رافضه رفضا قاطع وكان الى يسئلنى اتحجج بامي دلوقتى يجي الوقت الى افكر فى الجواز ومقدرش اتخلص من الفكرة وافضل مهتم بتفاصيل البنت دى الى فتنتنى من نظرة واحده والمهم انه فات يجي اسبوع ونفس الحلم ده يجيلي كل يوم ونفس كلام الراجل ده يتردد فكلامى كل يوم وبعد اسبوع خدت معايا اطباق حلويات من عند السنوسى وقولت اتكل على الله وخير البر عاجله واهو ادخل البيت من بابه واطلبها من ابوها واخطب مريم منه وفعلا روحت وفضلت ماشيى من اول طريق الزراعى وامشى فى وسط الغيطان وانا تايه ومش عارف هما كانو فى انى ارض وفين وفين لما وصلت لنفس المكان وكنت معلمه بشجرة المانجا الى فى وسطه ولكن المره دى لقيت كل شيء متغير وكأن اهل المكان تركوه وعزلو وراحو على مكان تانى وملقيتش غير ذكريات بس فدماغى عن شكل المكان ده فى الماضى والمره الى فاتت ولقيت البيت الصغير الى شبه الكوخ حيطانه واقعه والعرش محروق ومنظره دمار وقولت يا ساتر يارب هو حصل ايه هنا عشان البيت يوصل للشكل ده وذهلت من المنظر وفضلت اتلفت حواليا يمكن الاقي حد يدلنى على الى حصل وايه الى خلاا البيت يبقى كده واهله فين هجروه ليه بعد مكانو معمرمينه ومالينه بحسهم.
وفضلت امشى واجري وامد فى خطواتي ووصلت للبر التانى من الترعة وانا بدور على جنس مخلوق يغيثنى ويدلنى على طريقهم ويقولى ايه الى حصل لاهل الدار ولحد معترت بالصدفه على راجل وابنه راكبين على حماره وفطريقهم على خط الترعة وكانو ماسكين شمسيه صغيره يدوب تكفي راسهم من غير رقبتهم شر ضربة الشمس وعفيتها
واستوقفتهم وسئلتهم يا اخوانى فى الله حابب اسئلكم سؤال
فهما شافو هيئتى وعرفو انى اكيد مش فلاح ولا ابن فلاح وشبهو عليا اكون من الملاك ونزلو من على الحمارة ووقفو قدامى جنب بعض وواحد فيهم ساند ايده على الحماره بيوقفها والتانى لقيته بيقولى ايوه يا باشا اؤمر
فقولتلهم هوا لبيت الى هناك ده الى فوسط الغيطان ده بيت منين ؟
فقالولى ده بيت الحج ابراهيم العوادلى
وقولتلهم وايه الى جراله وخلااه بالشكل ده ؟
فقالولى يعيني ده انابيب البوتجاز هبت وولعت في وفى عياله ومرحمتش حتى احفاده الصغيرين وكان يوم ميعلم بيه الا المولى كل الى فى البيت اتحرقو وحتى المحصول بتاعهم طالته النار وخلته رماد
فسئلهم وده حصل امتى الكلام ده ؟ انا كنت هنا من اسبوع وكانو فى احسن حال ايه الى حصل وامتى بعصبيه.
فبصو الاتنين لبعض وكأنى بقولهم نكته وضحكو وقالولى اذاى يا سعات البيه ده الكلام ده حصل من اول يوم فى العيد الكبير الى فات من يجي 6 شهور وهما بيحضرو الاكل والانابيب مستحملتش وواتفرتكت
ده حتى المطافى ملحقتش منهم حد النار مفحمتوش وخلتهم كلهم سواد وهبابه ان كان هو ولا مراته الست زكيه ولا الله يرحمه هويدي واخوه ومراتاتهم كلهم يا بيه اتحولو لرماد اما عجايب يا زمن ناس بيكلمها الموتى
وبصولى وهما بيقولو لا حول ولا قوة الا بالله وقالولى اسمع يا بيه انت شكلك غريب عن الغيط واهله تعالى ناخدك فسكتنا ونوصلوك لطريق العمار وتعرف تروح داركم ومتجيش من الطريق الزراعى تانى ويكفيك شر اهله
وفعلا ركبت معاهم على الحماره وانا مذهول ومش عارف اصدقهم ولا اصدق نفسي وبقول لما الى كلمتهم كانو موتى ايه الى يمنع ان دول كمان يكونو اموات ولكن استسلمت لحد مطلعونى لجنب الكبري وعلى الطريق العمومي وانا مش مصدق الى حصل كل الى يشوفنى كان يلاقي على وشى ملامح الصدمه وكان هيعرف ان الى يدخل الغيط مش زي الى يخرج منه
والمهم بعد موصلت وحاولت الهيني فاى حاجه وانسى الموضوع ده وكأن شيء لم يكن ولكن معرفتش ودخلت انام فحلمت نفس الحلم بس الدور ده لاول مره ممشيتش ولا اختفت والعجيب انى سمعت صوتها نفس نبرة صوتها وهى بتقول لابوها حاضر يابا وهى بتجيبله كوز المايه عشان اشرب
وقولتلها انتى ايه حكايتك انتى جنسك ايه انتى ميته ولا عايشه بصتلى وقالتلى انت حبتنى وانا كمان حبيتك وياريت كان النصيب يجمعنا قبل الى حصل ولكن ..
اسمع انا عمرى ما هسيبك وانا مش هتجوز غيرك ولا انت هتتجوز غيري وكررت الجملة تلات مرات .. وانت مش هتتجوز غيري ومش هخليك تتجوز غيري
صعقت لانى حسيت انى حياتى بقت مرتبطه بحياة واحده مش موجوده فى العالم اصلا حسيت ان مصيري كله اتحدد فى الحياة وبعد الموت.
وكل يوم يجيلي الحلم ده ياختى ومش عارف اخلص منه او منها اذاى مش عارف اذاى اقدر ارجع تانى حر اتجوز او لا زي مكنت ومش عارف افكر فى الجواز وانا حاسس انى مربوط بوهم بحب لواحده ماتت قبل اوانها
فقولتله لا انت مش لازم تروح لشيخ انت لازم تروح لحكيم نفسانى يشوفك كل ده عشان قاعدتك لوحدك انت وحميد الوحده جننتكم انت لازم تتجوز ولازم متقعدش تانى هنا لوحدك
وقالى مخلاص ياختى العفريته دي اتجوزتنى وانا كمان حاسس انى حبيتها
فقولتله ولا عفريته ولا بتاع انت لازم تكشف عند حكيم ويشوف ايه الى صابك ده تخاريف ولازم تنتهى بالجواز
فقالى انا واقع فى مشكلة كبيرة ومش عارف اعمل ايه ومجاليش لسان انطق ولا احكى لحد غيرك عارف قد ايه الخلق هيستتفهو كلامي وهيشوفونى اتجننت ولكن انتى اكتر واحده عارفانى يا اختى وعارفه انى مبقولش غير الى بحسه وبشوفه بعيني
وحضنته وقولتله ربك يسهل يا اخويا وهروح معاك تكشف
وفعلا بعدها بكام يوم روحنا لدكتور نفسانى والدكتور نصحه بالجواز وقاله فعلا اختك عندها حق وممكن تكون الوحدة سبب قوي لكم التهيؤات والهلاوس الى جتلك دى وانصحك بانك يا تتجوز يا تحاول تعيش مع حد لعل ده ياثر على عقلك الباطن ويعود لطبيعته بدون هلاوس
وبعديها بيجي كام سنه ربنا هداه واتجوز فعلا بعد مكان نسى كل التخاريف دي وخلف عيلين عيال خالكم ولكن لحد دلوقتى بيقول مريم لسه بتجيله وتغويه وبتغير من مراته وفضلت تقول الجده مريم بتغير وتقهقه وتسخسخ على نفسها من الضحك
وعيالها قعدو يضحكو وقالولها طب ماهو يامه مش مراته اسمها مريم ؟!
فقالتلهم الجدة
ماهو ده كان شرط خالكم فى الجواز ان العروسه يكون اسمها مريم .
يتبع..